أكرم القصاص

فى هوجة البحث عن تبرعات.. مجدى يعقوب والثقة بدون بروباجندا

الأحد، 27 مايو 2018 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وسط هوجة إعلانات التبرع المرافقة لشهر رمضان فى الفضائيات، يبدو القليل جدا من هذه الإعلانات قابلا للتصديق، مشجعا على المساهمة، مع الأخذ فى الاعتبار أن مواطنين كثيرين قد يكون لديهم الرغبة، ولكن ليس لديهم القدرة، ومن لديهم الاستعداد للمساهمة بالقليل الذى يملكوه، يفكرون مرات فى المكان المناسب وسط تزاحم وتشويش.
 
وبينما هناك مؤسسات مختلف عليها، توجد مؤسسات تقدم خدماتها مجانا، ولاتمتلك القدرة على إطلاق حملات دعائية لتعريف الناس. وهى حملات مهمة وسط هذا التزاحم، وقد تبرع مواطنون بنشر أسماء مؤسسات طبية تستحق أن يتبرع لها من لديه استعداد، وهى مؤسسات تقدم خدماتها مجانا، ومنها مستشفى أبوالريش للأطفال، وقصر العينى، والدمرداش، وأغلب المستشفيات العامة التى تخدم مواطنين لايملكون بدائل خاصة.
 
الناس معذورون بالفعل وسط زحام الإعلانات وتعدد الجهات التى تطلب متبرعين، ولا يبدو أن هناك ما يكفى لتلبية دعواتها، وتظل هناك حاجة للتفكير فى طرق لتركيز التبرعات وضمان وصول نسب معقولة للمؤسسات التى تخدم بالفعل وليس بالبروباجندا.
 
وبين الجهات العديدة تبدو «مؤسسة الدكتور مجدى يعقوب لأمراض وأبحاث القلب» بأسوان، حالة خاصة، وإعلانها بسيطا، لكن الثقة التى بناها المركز تتعلق بشخص الدكتور مجدى يعقوب، وأيضا بالتجربة التى نجحت فى تكوين ثقة قابلة للتعلم، وقد دعونا مرات لدراسة تجربة الدكتور يعقوب والتعلم منها، فهو عالم اختار تأسيس منظومة قابلة للتطور والنمو، تعتمد على الكوادر العلمية والطبية والبحث العلمى، فضلا عن الاقتصاد فى الإنفاق بشكل يضمن إنفاق كل مليم فى مكانه.
 
الدكتور مجدى يعقوب، يقدم ما لديه من خبرة، لم يحبس علمه ولا احتفظ لنفسه بالأسرار، ويقدم نموذجا من العمل والعلم، ولهذا يظل نموذجا ناجحا فى العلم والتواضع والعمل، وتجربة يمكن التعلم منها دائما، وتحتفظ بنفسها واحترامها وسط هوجة من مؤسسات غامضة ومثيرة للجدل. تبقى تجربة مؤسسة مجدى بعقوب درسا مهما.
 
ثم إن العالم الكبير عندما يتحدث لا يقول «أنا» بل يقول «نحن»، بالرغم من التأثير الواضح لشخصه وجهده فى بناء هذه المؤسسة، وعندما طالبه البعض بتعميم تجربة مركز القلب فى محافظات أخرى، رد بأن الأمر ليس فى الكم، ولكن فى الكيف، وحتى فكرة التوسع بإقامة مركز أكبر فى أسوان استغرقت سنوات بعد استقرار المركز الأول.
 
ويرى مجدى يعقوب أن التوسع الكمى من دون استعدادات بشرية وعلمية وتمريض، لا يمكن أن تؤدى لنجاح المركز، بل الأصل هو الصعود ببطء وجاهزية والتركيز على توفير الكوادر، ثم إن العالم الكبير يعمل من خلال مجلس أمناء، والنتيجة النهائية هى كسب الثقة من دون ادعاء.
هناك الكثير من المشروعات تبدأ بضجيج وبروباجندا وهيصة، وتظل مجرد واجهات كاذبة، أو تظل مجرد إعلان، بينما مركز يعقوب ينمو ببطء وثقة واستعداد وتجهيز، ويستقطب كفاءات من الخارج تأتى للعمل معه وبه والتعلم منه.
 
وحتى الإعلانات التى تطلب التبرع بسيطة، يشارك فيها أطفال والدكتور مجدى نفسه بابتسامته الملائكية، ومن دون بهرجة أو حشد لنجوم كبار بالرغم من استعداد الكثير من النجوم للمشاركة مجانا، لكن الأمر يظل فى سياق يتناسب مع قيمة المركز، لهذا فإن مركز القلب بأسوان يحظى بثقة أكبر من مراكز ومؤسسات أخرى تنفق أكثر وتصنع ضجيجا.
 
ولهذا فإن شكل ومضمون ما يعرض عن المركز ليس هو السبب فى جذب التبرعات، لكنها الثقة التى تقوم على التجربة العملية والدروس المستمرة التى يقدمها العالم الكبير.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة