بدءا من نظرة كريستيانو رونالدو لمحمد صلاح أثناء استعداد الفريقين للنزول إلى أرض الملعب، التى تحمل ألف معنى ومعنى، ومرورا بحالة الترصد التى كان عليها سيرجيو راموس، شعرنا بأن هناك شيئا يلوح فى الأفق، ومخططل له خارج الملعب بعناية، ولا يمت للعبة كرة القدم، من منافسة شريفة، ولعب نظيف، وإعلاء لشأن القيم والأخلاق الرياضية..!!
ومع انطلاق صفارة بداية المباراة ظهرت حالة ترصد لمحمد صلاح، وأطلب من كتائب التشكيك والتسخيف الذين تثير جنونهم مصطلح «مؤامرة» وتصيبهم بحالة من حالات «التثور اللاإرادى» وهذيان، أننا وفى واقعة تعمد إصابة محمد صلاح، لا نجنح لنظرية المؤامرة، ولكن نؤكد أنه خطة مدبرة سلفا، تتضمن ضرورة إيقاف نجم ليفربول، بكل الوسائل، ولكن أن يصل الأمر إلى حد الإيذاء المفرط، فى طريقة شبيهة بطرق لعبة المصارعة الحرة، هنا لابد أن ندرك أن هناك تعمدا شديدا للإيذاء، ومحاولة لإبعاد النجم المصرى من المشاركة مع فريقه فى نهائيات كأس العالم بروسيا!! ووصف المدير الفنى لنادى ليفربول الإنجليزى يورجن كلوب، للاعب ريال مدريد والمنتخب الإسبانى بأنه «سرطان» لعبة كرة القدم الجميلة، لخير دليل على أن تعمد إيذاء محمد صلاح كان مخططا له سلفا، وكتب يورجن كلوب عبر حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» نصا: «عزيزى راموس.. ربما بالنسبة لعشاق مدريد، أنت بطل، لكن بالنسبة لغالبية محبى كرة القدم فى جميع أنحاء العالم، أنت سرطان لهذه اللعبة الجميلة».
ولا يمكن أن نكون متجاوزين، إذ أكدنا أن أكثر من 100 مليون مصرى، سواء من عشاق لعبة كرة القدم، أو غير المهتمين بها، أصيبوا بحالة حزن شديدة جراء إصابة محمد صلاح، ولا يعى رفاق كريستيانو رونالدوا وسيرجيو راموس، أن محمد صلاح مشروع قومى للمصريين، وحلم ناطح السحاب، فى قيادة مصر إلى انتصارات مبهرة فى نهائيات كأس العالم بروسيا، وليس لاعبا عاديا لكرة القدم.
ولو إصابة صلاح كانت ناجمة عن تدخل مشروع، أو وسط صراع تنافسى شريف على الكرة، ما كان للمصريين أن يحزنوا كل هذا الخزن، وإنما الإصابة كانت متعمدة، مع سبق الإصرار والترصد، وحدثت وكأنها فى حلبة مصارعة حرة، هدفها كسر ذراع أو كتف محمد صلاح.
وأى شخص سيخرج علينا ليؤكد أن لعبة كرة القدم تشهد مثل هذه الإصابات بشكل عادى وغير متعمد، نرد عليه ونقول، ما صنعه راموس لا يمت للعبة كرة القدم بأية صلة، وإنما عمل إجرامى الهدف منه إبعاد محمد صلاح سواء من المباراة النهائية لأبطال أوروبا، أو، وهو الأهم، إبعاده عن المشاركة فى نهائيات كأس العالم، وهى البطولة الحلم لكل لاعب كرة!!
لا يوجد تفسير واحد منطقى على الجريمة التى ارتكبها سيرجيو راموس، سوى أنه مدفوع دفعا لإصابة محمد صلاح وبالقاضية لصالح لاعب بعينه أو فريق أو منتخب، وعلمتنا السنوات الماضية، أن كل شىء يحدث خلف كواليس لعبة كرة القدم، سواء رشاوى وبيع الضمائر، أو المجاملات الصارخة والوقحة، وهذه الجرائم ليست من وحى خيالى، وإنما باعتراف كبار البيت الكروى الذى يدير ويتحكم فى اللعبة عالميا ويدعى «فيفا».
ارجعوا بالذاكرة إلى الوراء قليلا وتحديدا إلى عام 2015 عندما تسربت فضائح رئيس الاتحاد الدولى، الأسبق، جوزيف بلاتر، ورجاله، وما دشنه من فساد وإهدار حقوق دول، وقتل أحلام شعوب عاشقة للعبة، ومنها إسناد تنظيم بطولة كأس العالم 2022 لدويلة قطر الراعية للإرهاب، والصفر قيمة فى معادلة لعبة كرة القدم قاريا وإقليميا ودوليا.
نعم، وطوال الـ17 عاما كاملة، أدار جوزيف بلاتر جمهورية كرة القدم العالمية، مارس فيها كل أنواع الفساد والإفساد، وتحولت لعبة كرة القدم من لعبة جميلة تلهب خيال ومشاعر الناس فى مختلف الدول، إلى «فرخة تبيض ذهبا»، وتزيد من الأرصدة لبضع من يتحكمون فى مصير اللعبة.
ولماذا نبتعد بالذاكرة بعيدا ونعود للوراء ثلاث سنوات كاملة، تعالوا اقرأوا تصريحات «ميشيل بلاتينى» أحد الرجالات الكبار الذين شاركوا فى إدارة اللعبة عالميا وقاريا، عندما صرح منذ أيام لإحدى المحطات الإذاعية الفرنسية، ونقلتها صحيفة «ذا صن» البريطانية عن التلاعب فى قرعة ونتائج مونديال 1998 الذى احتضنته فرنسا.
اعتراف بلاتينى بأنه تم التلاعب بجدول المباريات، ليلتقى فى النهائى كلا من المنتخبين البرازيلى والفرنسى، حيث ضغط بحكم منصبه فى تلك الفترة كمسؤول عن ملف بلاده فرنسا لاستضافة كأس العالم، من أجل عدم مقابلة البرازيل وفرنسا فى أى دور إلا فى النهائى، يمثل صدمة كبرى!!
إذن ليس من المستبعد أن يكون راموس متواطئ بشكل أو بآخر، لإيذاء محمد صلاح، وإبعاده عن المشاركة مع منتخب بلاده فى نهائيات كأس العالم، لما يمثله اللاعب من أهمية قصوى فى قيادة زملائه، وما يحمله حول رقبته من آمال وطموحات كبيرة للمصريين فى أن يروا منتخبهم يصعد لأدوار متقدمة!!
لذلك، أتمنى من كل مصرى محترم، يشجع ريال مدريد، أن يعلن غضبه ضد هذا النادى عقب جريمة راموس، وهو أبسط رد لإعادة حق ابننا وأخونا محمد صلاح، ومن يشجع ريال مدريد من الآن فصاعدا، ليس منا، ونحن لسنا منه.
وأقول لنجمنا الغالى: دموعك يا صلاح «كانت» بمثابة «مية نار» سكبت على قلوبنا فأحرقتها..!!