ماذا فعلت لنا يا صلاح لكى نحبك كل هذا الحب؟
ماذا فعلت يا «مو» لكى تتعلق بك كل هذه القلوب إلى حد التملك؟
من أى زمن أتيت؟
من زماننا؟.. لا أعتقد!
من زمن الأبطال الذى ولى وانقضى.. أم أنت أحد أبطال «ألف ليلة وليلة» حيث سحرك اللامحدود؟
من يملك القدرة على إسعاد الملايين، ومن يستطيع بحركة منه أن تتغير المعادلة، ومن تتعلق به القلوب قبل العقول أينما حل أو ارتحل، ومن منحه الله هذا القبول اللامحدود، بالتأكيد هو أحد الأبطال الأسطوريين الذين يملكون عصا سحرية.. بالتأكيد أنت ساحر يا صلاح.
من أية عجينة سواك ربك؟
قل بالله عليك من أين أتيت؟
ماذا فعلت لكى تصبح الحلم لكل لاعب فى مصر والعالم العربى، بل والعالم؟
ماذا فعلت لكى تصبح الأمل لمن لا أمل لهم؟
ماذا فعلت لتصبح أخا لكل مصرى، وابنا لكل أب، وأما فى عالم المهمشين الذين يعيشون على أطراف الحياة؟
ماذا فعلت لكل شاب لكى يتابع الدورى الإنجليزى، حبا فيك، ومتابعة لأخبارك؟
ماذا فعلت لتصبح حلم كل فتاة، ترى فيك فتى أحلامها فى أدبه وإخلاصه ونجاحه؟
قل لى بالله عليك، ماذا فعلت لكى تحتل قلوب كل «الإنجليز» الذين احتلونا لعقود طويلة.. أخذت بـ«ثأرنا» حبا وولعا بك وحتى بطفلتك الجميلة «مكة».. والآن يتغنون باسمك.
ماذا فعلت لكى نعفو عن الإنجليز وننسى «ثأرنا» معهم ونشجعهم لأنك تلعب لهم؟
الموضوع فى رأيى ليس «كورة» الموضوع أكبر من كده بكثير، نحن أمام حالة إنسانية فريدة، ظاهرة تحتاج إلى دراسة.. نحن أمام شخص وحد المتخاصمين على حبه، وجمع بين الأشتات، جمعت يا صلاح «بين الشامى والمغربى».
كيف ننسى أنك صنعت البهجة، وأطلقت طاقة السعادة لـ100 مليون مصرى، أطلقتها من وسط قمة التعاسة، وأعدت إضاءة الأنوار ساطعة بعد أن حل ظلام الفشل واليأس الذى عشش فى قلوبنا وعقولنا.
أتذكرك وأنت تضرب الأرض بعد «الجون» الذى هز شباك مصر فى مباراة الكونغو الشهيرة، ومعه كاد أن يقتل حلم الصعود لكأس العالم، لم تفقد أنت الأمل أو الثقة بربك، وقدت الفريق وأخرجته من حالة انتظار رصاصة الرحمة القاتلة إلى فوز وفرحة هستيرية لا تتكرر كثيرا.
صلاح.. فيك شىء منى، ولى فيك نصيب، صدقنى أنت حلمى الذى لم أستطع تحقيقه.. أنت أملى فى أولادى.
دموعك غالية يا صلاح، وبكاؤك فى لقاء القمة الأوروبية بين فريقك ليفربول وريال مدريد بعد إصابتك المتعمدة من القاتل راموس أصابت كل مصرى.
هل تصدقنى لو قلت لك إنك حققت الانتصار على ريال مدريد رغم أنهم فازوا بالكأس.. العالم كله وقف على أطراف أصابعه خوفا عليك.. أعتقد أن راموس لو كان يعلم حجم الجرم ما أقدم عليه ما كان فكر فى ارتكابه.
هزمتهم ببكائك النبيل يا صلاح.
دعنى أقل لك أنت نجحت بـ«طولك» فيما فشلنا على مدى عقود فى تحقيقه، ووحدت المصريين على حبك.
هل لأنك «بتاع ربنا» بجد مش «أونطة»؟
أم أنك لاعب موهوب وذكى ذكاء فطريا؟
أم لأنك بار بأهلك وبقريتك، وحافظ للجميل، ومتواضع؟
أم لأنك زرعة عفية لهذه الأرض الطاهرة؟
أم لكل هذه الأسباب؟
«صلاح»: خلى بالك من نفسك، لأنك ببساطة لم تعد مسؤولا عن «مكة» و«أم مكة»، ولا حتى عن والديك، ولكن فى رقبتك يتعلق أكثر من 100 مليون بنى آدم يرون فيك الصانع الحقيقى للبهجة والسعادة.. المسؤولية كبيرة وعظيمة لكن صدقنى «أنت قدها وقدود».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة