لن تتوقف جماعة الإخوان الإرهابية عن بث رسائلها المسمومة الموجهة للبلاد العربية، وفى مقدمتها رسالتها الحقيرة عن احتقار الوطن والحدود السيادية للأوطان، حتى يهون الوطن فى نفوس العرب والمسلمين، فالجماعة التى تعيش فى كنف المخابرات الغربية، وتتلقى التمويلات منها وتتمتع بحمايتها، ترى أن الدفاع عن الأوطان كذبة والحدود مصطنعة من عمل قوات الاستعمار التى احتلت بلادنا العربية، وهى تتوجه برسائلها المسمومة هذه إلى العرب والمسلمين وحدهم، لأنهم وبلادهم المستهدفون من قبل قوات الاستعمار الجديد بإعادة التفتيت.
هل تستطيع الجماعة الإرهابية مثلا أن توجه رسائلها المسمومة نفسها إلى الدول الأوروبية التى تعيش فيها وتحمل جنسياتها؟ هل تستطيع أن تجاهر بدعوة الشباب الإنجليزى إلى احتقار حدود إنجلترا واعتبار أن الوطن مجرد حفنة تراب عفن؟ هل تستطيع أن تعلن احتقارها للتضحيات التى قدمها البريطانيون فى الحرب العالمية الثانية مثلا دفاعا عن بلادهم؟ وهل تجرؤ على المطالبة بإلغاء الحدود بين بريطانيا وفرنسا مثلا أو بين مقاطعتين فى البلدين لمجرد أن بها أكثرية مسلمة، على أساس أن وطن الجماعة المزعوم هو الإسلام؟!
بالطبع لا تجرؤ الجماعة الإرهابية على تسويق رسائلها المسمومة إلى الجمهور الغربى، لأنها غير مصممة لذلك، فهى مبنية ومؤسسة لمخاطبة المسلمين والعرب الخاضعين للاستعمار والمطلوب إبقاؤهم تحت السيطرة، وهى فى ذاتها خاضعة للتوجيه والإدارة والسيطرة من قبل أجهزة الاستخبارات التى تديرها بحسب البلد الموجود به قياداتها، فإذا كنا نتحدث عن المركز الرئيسى والتنظيم الدولى فإننا نتكلم عن المخابرات الإنجليزية MI6، وإذا كنا على الأراضى الألمانية فإن المسؤول عن التنسيق هو فرع المخابرات الألمانية وهكذا، مع الأخذ فى الاعتبار أن أجهزة الاستخبارات الأوربية مرتبطة فى إطار منظومة الأمن للاتحاد الأوروبى وحلف الناتو.
من ناحية ثانية، يروج أعضاء الجماعة الإرهابية لإسقاط قدسية الوطن وشرف الانتماء الوطنى من قلوب وعقول العرب والمسلمين، حتى يسهل عليهم تبرير خيانتهم وعمالتهم الطويلة لقوى الاستعمار التى استهدفت بلادنا على مدى التسعين عاما، منذ أن أسست الاستخبارات البريطانية الجماعة بفرعيها فى مصر وباكستان بدعم مالى مباشر، لكن هؤلاء العملاء ظلوا طوال السنوات التسعين الماضية يرددون لغوهم الفارغ عن الأوطان والحدود المصطنعة التى وضعها الاستعمار دون أن تلقى أى استجابة أو قبول من المواطنين أصحاب الفطرة السليمة الذين ينفرون من شواذ الأفكار وشذاذ الآفاق!
لا يجرؤ أى من قيادات الجماعة الإرهابية قطعا على مصارحة النفس بالتاريخ السرى لجماعتهم وتمرغها فى وحل الاستخبارات الغربية والأمريكية من بعدها، وكذا كل الأذناب المتحالفين مع واشنطن من الدوحة إلى أنقرة، وبالطبع لا يمكن أن يسألوا أنفسهم وكلهم أصحاب منافع شخصية وثروات ضخمة، عما يربطهم بذلك المقر الرئيسى فى لندن، ومن يسبغ على أرصدتهم الحماية ويدع أجيالهم تتواصل وتعيش فى ظل الدولة الأم الراعية بريطانيا العظمى، لأنهم ببساطة نشأوا على خدمة التاج البريطانى والمصالح البريطانية، وسيظلون كأى جماعة وظيفية يقومون بالأدوار القذرة فى مصر وسائر البلاد التى ينتسبون اسما إليها، حتى ترضى عنهم تيريزا ماى والذين معها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة