أوصى نفسى وكل الإعلام والإعلاميين، الصحافة والصحفيين، النشطاء والإنفلونسرز، وكل من يظن فى نفسه أنه يحب هذا البلد، ويحرص على مستقبله الاقتصادى أن يبذل كل ما فى وسعه لدعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة، ودعم كل شاب يفكر فى أن يستثمر طاقاته وبعض مدخراته لبدء مشروع صناعى صغير، أو يتشارك مع بعض من أصدقائه لبدء مشروع صناعى متوسط الإمكانيات، بمساعدة أى من البنوك المصرية الراعية لهذا النوع من الاستثمارات الصغيرة.
المشروعات الصغيرة والمتوسطة هى مستقبل مصر، وما أراه حاليًا فى الإعلام أننا بعيدون عن مشكلات هذا القطاع، وبعيدون عن العثرات والتحديات التى تواجه شبابنا حين يقتحمون هذا المجال، فى وقت نحتاج فيه لأن يفكر كل شاب فى هذا البلد كيف يبدأ مشروعه الصناعى الصغير، وكيف يتحول كل خريج فى هذا البلد من شاب يبحث عن وظيفة إلى مستثمر صغير يوفر عملًا لنفسه ولعشرات من أصدقائه، ويضاعف من الناتج القومى الإجمالى للبلاد.
الصناعات الصغيرة والمتوسطة كانت سببًا فى نهضة اقتصادية فى عدد من التجارب العالمية لبلدان عانت كما تعانى مصر، وعبرت محنتها الاقتصادية من خلال الأفكار التى آمن بها الشباب فى هذه البلدان، والتمويل الذى وفرته بين أيديهم بنوك هذه البلدان، والدعم الذى حصلوا عليه من الدولة والمجتمع.
نحن لا نريد أن نطلب من شبابنا هنا فى مصر أن يقاتلوا وحدهم فى فضاء لا يعرفون عنه شيئًا، نحن نريد أن نقاتل معهم، فى الأفكار، وفى التمويل، وفى الإنتاج، وفى التصدير، وفى التسويق، وفى الدعاية، نحن نريد لكل شاب يبدأ استثمارًا صغيرًا أو متوسطًا فى القطاع الصناعى أن يعرف أنه صار محل تقدير من كل المؤسسات، وأنه تحت رعاية الدولة، ورعاية الإعلام، يجب أن يطمئن هؤلاء الشباب أنهم حين يختارون البدء فى صناعة صغيرة أو متوسطة أنهم لم يلقوا بأيديهم فى تهلكة الروتين والبيروقراطية وفوائد الديون، لكنهم وضعوا أنفسهم على الطريق الصواب لأنفسهم ولبلدهم، وأن المجتمع بكامله يساندهم طالما يساندون هم أنفسهم بالفكر الصحيح، والعمل الجاد، والحلم الكبير.
علينا أن ندعم أحلام هؤلاء الشباب
وعلينا أن نطمئن قلوبهم على مستقبلهم
وعليهم أن يشعروا فى كل خطوة أن إعلام بلدهم يشاركهم الحلم، وأنه مستعد لأن يواجه معهم ما يلاقونه من صعاب.
هذا أمل ينبغى أن نحميه بأيدينا
مصر من وراء القصد