هل تذكر قضية لوكيربى الشهيرة؟.. هل تتوقع أنها لم تُغلق حتى الآن رغم مرور 30 عامًا تقريبًا على حدوث وقائعها؟!، مازالت جهات قضائية تحقق فيما حدث، وتسعى للوصول إلى الحقيقة، خصوصا أنه لم يتم إدانة سوى شخص واحد فى تلك الواقعة هو الليبى عبد الباسط المقرحى وقد توفى عام 2012، إثر إصابته بالسرطان وتحاول عائلته حاليًا تبرئته من تهمة الاشتراك فى تفجير طائرة ركاب أمريكية تابعة لشركة بان أمريكا، أثناء تحلقيها فوق قرية لوكيربى باسكتلندا مما أسفر عن مقتل 280 شخصا.
وكالات الأنباء أوردت تقريرًا حول اعتزام لجنة مراجعة القضايا الجنائية فى اسكتلندا النظر فى قضية الليبى عبد الباسط المقرحى المُدان الوحيد فى تفجير لوكيربى عام 1988، حيث تحاول عائلته تبرئته من تلك الاتهامات، بعد وفاته قبل 6 أعوام، وذكرت شبكة "إيه بى سى" الإخبارية الأمريكية إن اللجنة أعلنت قرارها بالنظر فى الاتهامات الموجهة إلى المقرحى فيما يتعلق بالتفجير، الذى أودى بحياة 280 شخصا، وستقرر لجنة المراجعة ما إذا كان سيتم تسليم القضية إلى محكمة الاستئناف.
وللعلم فإن عبد الباسط المقرحى هو ضابط الاستخبارات الليبى، بينما تم تعريفه على أنه رئيس أمن الطيران بشركة الخطوط الجوية الليبية فى مطار لوقا بمالطا، ويعتبر هو الشخص الوحيد الذى تمت إدانته فى قضية لوكيربى، وقضى 8 سنوات من الحكم الذى وقع عليه داخل سجن اسكتلندى قبل الإفراج عنه لدواعى صحية عام 2009 ، ثم عاد إلى ليبيا وتوفى عام 2012.
وفى إطار تعرف السيرة الذاتية لضباط الاستخبارات الليبى، تقول هيئة الإذاعة البريطانية أنه لا يُعرف الكثير عن تاريخ المقرحى الاستخباراتى، لاسيما أنه تم تقديمه للمحكمة على أنه رئيس أمن المطار في المخابرات الليبية، فيما تشير معلومات أنه كان من المفاوضين لعقد صفقة شراء معدات للجيش والأجهزة السرية الليبية.
قرار الإفراج عن المقرحى تسبب فى موجة غضب عارمة بين عائلات الضحايا مما دفع بعض الحكومات الغربية التى كان لها رعايا ضمن الضحايا وأبرزها كل من الولايات المتحدة وبريطانيا، ومن هنا برزت الدعاوى لإعادته إلى بريطانيا أو محاكمته فى أمريكا.
ووفقا لتقرير نشرته شبكة "سى إن إن" الأمريكية تم نشره فى 29 أغسطس 2011، فإن براءة المقرحى ظلت مثار جدل بين عائلات الضحايا، فيدافع البعض عن المدان الليبى ومنهم دكتور جيم سواير الذى قتلت ابنته فى الحادث، وقال إنه متأكد من براءة المقرحى، مضيفا إن الأمريكيين دفعوا مليونى دولار للشاهد الرئيسى فى القضية لتوريطه، بينما قالت ستيفنى بيرنستين التى قتل زوجها فى التفجير :"المقرحى واحد فى سلسة أشخاص، أنا متأكدة من أنهم، كانوا مسئولين عن الحادثة، وعندما يموت ستدفن معه بعض أسرار ما قد جرى فعلا". ويُشار إلى أن هذه التصريحات كانت قبل وفاة المقرحى بقرابة عام.
طائرة لوكيربى
وطالما دارت الأحاديث عن قضية لوكيربى بأنها لعبة سياسية، خصوصا الرئيس الليبى الراحل معمر القذافى كان قد قبل بمسئولية ليبيا عن التفجير وعلى أثرها دفع تعويضات مالية لأسر الضحايا، لكن فى الوقت ذاته لم يقر بأنه أعطى الأمر المباشر لتنفيذ التفجير، بينما فى 23 فبراير 2011 خرج وزير العدل الليبى مصطفى عبد الجليل بتصريحات عقب استقالته من منصبه مباشرة لصحيفة سويدية تدعى "إكسبريسن" اتهم فيها الرئيس الراحل بالإشراف على الحادثة من البداية للنهاية.
والآن فى ظل هذا الكم من الغموض حول قضية، لايزال الكثيرون فى انتظار ظهور العديد من الأسرار والحقائق خلال الفترة القادمة، وذلك رغم رحيل عدة أطراف وشخصيات كانت ضالعة وشاهدة فى القضية لكن من يدرى ما قد يكشف عنه المستقبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة