للأسف ما زال بيننا بعض مرضى القلوب ممن أعمى الله، جل وعلا، بصائرهم لا يدركون أن القاعدة الأولى والأساسية فى قانون المحبين أن الحبيب لا يمكن أن يرضى أبداً بأى بديل عن حبيبه، ولأنهم أهل جهل وسفاهة ويحملون بين جنباتهم قلوباً سوداء حاقدة تضمر كل الشر لمن لا يسير فى ركبهم أو ينهج نهجهم، فهم يسعون طوال الوقت بمنتهى الخسة والدناءة للتفريق بين المحبين، وأنا أشفق والله على مثل هذا النوع من البشر الذى طمس الله على عقله وقلبه ونزع منه أرقى الصفات الإنسانية من رحمة وحب وتسامح وصفاء قلب ونبل تفكير، وأبدله مكانها حقداً وغلاً وحسداً، وسوء خلق وجبن سلوك.
للأسف إن هذا النوع من الناس لا يدرك أن أجمل ما فى شعور الحب الحقيقى أن الحبيب يشعر دائماً بمنتهى الشوق الزمانى والمكانى إلى حبيبه عندما يغيب عن ناظريه حتى لو كان معه حينئذ فى مكان واحد، لذا فهو يمكن أن يتحمل أى شىء فى الدنيا مهما بلغ ظلمه وقسوته إلا أن يكون بعيداً عمن يحب، لأنه لا يمكن أن يشعر أبداً بأى قيمة أو لذة للحياة إلا فى وجود حبيبه معه، لهذا فالمحبون لا يتأثرون بأى محاولات للترغيب أو الترهيب مهما بلغت شدتها لأنهم يستمدون قوتهم من الله القوى المتين الذى جمع بين قلبيهما ووفق بين روحيهما، ولأنهما يدركان أن الله قد أنعم عليهما بنعمة لا تقدر بأى ثمن منذ أن غرس ورسخ الحب فى قلبيهما، فقد عاهداه سبحانه وتعالى ألا يفرق بينهما إلا الموت. ما أجمل وأروع قانون المحبين لأنه ينتصر على كل المكائد والشر ، ويمنح كل السعادة والخير.