منذ أسابيع كتبنا فى هذه الزاوية وقلنا إن هيئة الإذاعة البريطانية لن تعترف بالخطأ المهنى الجسيم فى فيلمها الوثائقى الفضيحة عن التعذيب فى مصر، واتهمناها صراحة بأنها لا تريد أن تعترف بجريمتها، أو تعتذر عنها ، بل ذهبنا فى الاتهام بعيدا وقلنا كيف تعتذر عن جريمة مع سبق الإصرار والترصد ؟ كيف تتراجع منصة "بى بى سى" الاستخباراتية الموجهة عن خطها السياسى ، ودورها المرسوم فى قصف العقول المصرية بمواد إعلامية مضروبة، هدفها التشويه وإثارة الفتنة وخلخلة المجتمع ، وها قد مرت الأيام والأسابيع وصدقت اتهاماتنا وتحقق ما حذرنا منه ، أن هيئة الإذاعة البريطانية تظن أنها أكبر من المحاسبة وأكبر من الاعتراف بالخطأ .
نعم نكرر ونؤكد على ما كتبناه من قبل ، أن "بى بى سى " وسيلة الإمبراطورية البريطانية الاستعمارية الآفلة فى قصف العقول عبر العالم، تحتمى بما تظنه سلطة وسطوة، بتاريخها الطويل فى صناعة الأخبار والمواد الإذاعية والتليفزيونية، وكأن هذا التاريخ الطويل كفيل وحده بحماية الكاذبين إذا كذبوا، والمزورين إذا زوروا! وكأن الأكاذيب الفاضحة الجديدة والمقترنة بصلف استعمارى بغيض لا تكشف أو تحاكم التاريخ المهنى الطويل وتضعه تحت ضوء كاشف جديد، لتوضيح كيف كان طوال عقود وسيلة تشويه وتعمية، وحاملًا لرسائل سياسية موجهة .
وحتى نتذكر ما فعلته المنصة الاستخباراتية بالكامل ، نعيد التذكير بالقصة من أولها وكيف اتفقت بى بى سى مع مجموعة من جماعة الإخوان الإرهابية على صناعة فيلم موجه ضمن سلسلة الأفلام الوثائقية النمطية التى تروج لغياب حقوق الإنسان، وانتشار التعذيب فى سجون مصر، ومن سوء حظ أورلا جيورين، مراسلة الـ"بى بى سى " أو لأن أورلا ومساعديها فى الفيلم الفضيحة راهنوا على صمت المصريين، وتقبلهم لكل ما يأتى من المستعمرين السابقين، وظفوا حالة الإخوانجية منى محمود «أم زبيدة»، التى ادعت أن ابنتها زبيدة مختفية قسريًا، وأنها معتقلة من قوات الشرطة المصرية، وأنها تعرضت وتتعرض للتعذيب والاغتصاب، وتم الترويج للفيلم على أنه ضربة لنظام «السيسى» ستظل تعرضه بى بى سى لمدة شهر وتنقله عنها الجزيرة وقنوات الإخوان والمخابرات التركية لشهور طويلة ، وما هى إلا ساعات وارتد كيد الإخوان والـ"بى بى سى "إلى نحورهم، وظهرت الفتاة التى تم الترويج بالكذب أنها مختفية قسريًا، وتبين أنها من عائلة إخوانجية، وأمها متعصبة، وكانت تدفعها للمشاركة فى مظاهرات ومسيرات الإخوان، وأنها متزوجة من إخوانجى منذ عام، وأنجبت منه طفلًا، إلى آخر التفاصيل التى باتت معروفة للقاصى والدانى، فماذا فعلت هيئة الإذاعة البريطانية التى تصدعنا بقيم حرية الرأى والمهنية والمصداقية طوال الوقت؟
الحس الاستعمارى الاستعلائى لـ" بى بى سى "تمثل فى محاولتها غسل جريمتها الإعلامية المشينة، وتصويرها على أنها مجرد خلاف مع السلطات المصرية، وأنها، أى الـ "بى بى سى " ، فى الكفة الأعلى أمام مؤسسات الدولة المصرية، وأن كل ما تستطيعه الدولة المصرية هو تقديم الشكوى إلى هيئة الإذاعة البريطانية، على أن تنظر الهيئة فى شكوى السلطات المصرية !
هكذا تصورت هيئة الإذاعة البريطانية الموقف، وكأن المندوب السامى البريطانى مازال يتحكم ويحكم فى مصر! وكأن من حق البريطانيين فى هيئة الإذاعة أو خارجها ارتكاب الجرائم فى حق المصريين، والنجاة منها بكلمة، لا على صناع الفيلم المشين أن يدفعوا ثمن تزويرهم للحقائق، وتشويه مؤسسات الدولة المصرية لمصلحة الجماعة الإرهابية
ثم جاء رد مديرة الـ«بى بى سى» فى القاهرة بعد استدعائها من رئيس هيئة الاستعلامات وتسلمها الاحتجاج الرسمى على الفيلم المسيئ؟ قالت إن «هيئة الإذاعة البريطانية تثمن الحوار البناء بين رئيس هيئة الاستعلامات وكبار المسؤولين فى الـ«بى بى سى» بلندن، فور بث ونشر التقرير، وأن الـ«بى بى سى» تنظر بمنتهى الجدية فى جميع النقاط الواردة فى مذكرة احتجاج «هيئة الاستعلامات »، وأن هذه النقاط محل بحث وتدقيق وسيتم الرد عليها فى أقرب فرصة ، فهل جاءت أقرب فرصة ، أم أنها تاهت فى طريق الصلف الاستعمارى للامبراطورية البريطانية التى غربت عنها الشمس؟
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد التواب بكار
السياسة خدع
دول عالم نصابين يا عم كريم وتاريخهم دموى راجع تاريخ امريكا وبريطانيا واستعمارهم للعالم بيعتمدوا على الخديعة والكذب والنصب شوف موضوع نووى عراق والكيماوى طلع كله كذب لازم نفوق وبلاش الطيبة الزايدة السياسةخدعة والبى بلا سى عاملين زى واحد خد من قريبه خروف قبل العيد الكبير عشان يأكله وبعدين سرقه منه وخده لنفسه وراح عزمه عليه فى العيد الكبير وعملها جميلة البى بى سى نصابين وبتوع خديعة وصلت ولالسة