قدم كاى فولى رئيس معهد مشاريع الذكاء الاصطناعى فى بكين رؤية عصرية لكيفية عمل إنترنت الأشياء فى حصد المعلومات وكيف تغير هذه المعلومات العالم، وذلك فى مجلة الأيكونوست، جاء فى المقال أن الصينى ينطلق من منزله لعمله فى درجة ولكن هذه الدراجات الصدئة التى قد تكون رأيتها فى الصور البيضاء والسوداء القيمة لعاصمة الصين؛ فهى مزودة بنظام تحديد المواقع العالمى الذى يعمل بالطاقة الشمسية، ومزود سرعات، وبلوتوث، وكاشف حراري، كما يتم تفعيل كل من الاتصالات قريبة المدى NFC ومكبرات الصوت بواسطة الهاتف الذكي، ولتسجيل القيام برحلة باستخدام الدراجة، تقوم بعملية دفع رقمية من هاتفك ثم يُفتح القفل الذكى على الدراجة آليًّا، وبينما تجوب المدينة بدراجك فإن أجهزة الاستشعار المتنوعة تقوم بنقل إحداثيات تحركاتك وبيانات أخرى إلى خادم سحابي؛ وكل يوم يجوب الملايين من الدراجين فى المدن الصينية الكبرى مولدين 20 تيرابايت من البيانات والتى تعود لتغذى الخوادم السحابية لموبايلك، وبذلك تقوم بتوصيل الناس والدراجات والطرق والوجهات كإحدى أكبر شبكات "إنترنت الأشياء" فى العالم، كما تستخدم خوادم موبايلك الذكاء الاصطناعى (A1) لتحليل نمط المرور، وموازنة العرض والطلب، وزيادة الاستخدام وتحذير الشركة بشأن أية مشكلات.
يقول كاى فولى رئيس معهد مشاريع الذكاء الاصطناعى فى بكين هذا العالم المستقبلى الوشيك الحدوث بعالم “OMO” (دمج الوضع المتصل بالوضع غير المتصل) وهناك أربع عوامل تُمكن وصول OMO، وهى انتشار الهواتف الذكية بسرعة وأنظمة دفع غير احتكاكية، وأجهزة استشعار أرخص وأفضل، وتطورات فى مجال الذكاء الاصطناعى فى كل هذه النواحي؛ فالصين تتحرك بسرعة رهيبة، وتتأهب لترى مستقبل OMO أولاً.
الصين الآن بها أكثر من 731 مليون شخص لديهم هواتف ذكية مزودة جميعها بجهاز تحديد المواقع العالمي، وأجهزة استشعار أخرى، وما يقارب 70% منهم يستخدمون هواتفهم فى خدمات الدفع الرقمى بدلاً من استخدام كروت الائتمان أو الدفع النقدي، وهذا الدفع الرقمى الذى لا يتطلب احتكاكًا مباشرًا هو شبه فوري، وغالبًا ما يكون دون رسوم ولا يتطلب حدا أدنى للمشتريات... ويمكن استخدام الخدمة أيضًا لدفع النقود من شخص لشخص، فليس الأمر محصورًا على الدفع من شخص لمؤسسات كما هو الحال مع كروت الائتمان.
وفى الأعوام الثلاثة الماضية، استحوذت هذه الطريقة الجديدة لشراء الأشياء على الاقتصاد الصيني، ولم تمهد أنظمة الدفع الرقمية السهلة الطريق لـ (موبايلك) فقط، ولكن أيضًا لـ (ديدي) (النظير الصينى لأوبر) و(ميتوان) (تقوم بتوصيل ما يزيد على 10 مليون وجبة سريعة فى اليوم) وشركات أخرى كثيرة، معظمها يتوسع عالميًا الآن.
وفى العالم المقبل سيتم إضافة أجهزة استشعار لأدوات أكثر تستخدم فى الحياة اليومية تعمل جميعها على تجميع بيانات وحقائق أكثر مثل: موقع الفرد، وتحركاته، وحتى هويته وتنقلها عبر الشبكة. تُجمع هذه المعلومات مع بيانات على الشبكة وتحلل بالذكاء الاصطناعى مُغيرة مستقبل الكثير من الصناعات.
وتطور "المتاجر الذاتية" – مثل متجر المستقبل (F5) الذى استثمرت فيه أموالى أيضًا- التى لديها مقر رئيسى فى قوانغشتو- مخططًا آخرًا لـ دمج الوضع المتصل بالوضع غير المتصل (OMO)، يبيع (F5) بضائع رائجة بين متاجر الطريق ومن ضمنها: الوجبات الساخنة مثله مثل: (Amazon Go).
و(f5) متجر ذاتى بالكامل (تديره الآلة) بداية من تحضير الوجبات، وحتى المغادرة، ولكنها متقدمة بخطوة على (Amazon Go) فى كونها مربحة وقابلة للتطوير، كما سيتم تزويد هذه المتاجر فى المستقبل بأجهزة استشعار تستطيع تمييز هوية العميل، وتحركاته، وسلوكه وحتى نيته بكل سلاسة وكأن أحدهم يتصفح موقعًا إلكترونيًا.
مثال أخير متعلق بمجال التعليم؛ حيث سيمزج تعلم اللغات الذى أصبح شائعا فى الصين بين ناطقين أصليين للغة يحاضرون عن بعد، ومساعدين محليين يضفون روحا من المتعة مع برامج ومعدات ذاتية لتصحيح أخطاء النطق وتقييم الواجبات المنزلية والاختبارات، وبالفعل بنت استثماراتنا فى شركات (VIPKIDو Boxfishو Septnet) القدرات داخل المدارس ومراكز التعليم فى الصين.
عالم جديد جرئ
بمجرد وجود أجهزة استشعار أكثر فى السيارات والمتاجر، والمراكز التجارية والعيادات والمدارس سيكون بمقدور من لديهم إمكانية وصول إلى البيانات معرفة وتعقب سلوك كل فرد بشكل أفضل حتى من وقت اتصال الشخص بالشبكة، وسيكون من الممكن معرفة أية المنتجات التقطها أحدهم واشتراها أو أعادها إلى مكانها على رف المتجر، وما إذا كانوا يعانون من حمى أو فقط تعثروا على الدرج، إلى أين ذهبوا، واستنتاج ما قاموا به – على سبيل المثال غداء عمل، أو زيارة فى مستشفى، أو عادوا للمنزل- وكخطوة تالية يمكن مزج البيانات على الشبكة وخارجها لتزويد العملاء باقتراحات دقيقة، وتحسين الخدمات الداخلية للمتجر، والإدارة الآلية لسلسلة التوريد، وإدارة المخزونات فى الوقت المناسب.
سيقودنا دمج الوضع المتصل بالوضع غير المتصل والذكاء الاصطناعى إلى مستقبل تختفى فيه أية تمييزات بين هذين العالمين، وسنجنى حصادًا ماليًا عظيمًا وسننعم براحة غير مسبوقة، ولكن علينا أن نجد طريقة نؤمن بها خصوصيات أولئك الأفراد وسلامتهم فى هذا العالم الجديد الجرئ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة