آية و5 تفسيرات.. والذين إذا أصابهم البغى هم ينتصرون

الأحد، 10 يونيو 2018 07:00 م
آية و5 تفسيرات.. والذين إذا أصابهم البغى هم ينتصرون قرآن كريم
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نواصل، اليوم، سلسلة "آية و5 تفسيرات" التى بدأناها منذ أول رمضان، ونتوقف عند آية من الجزء الخامس والعشرين، هى الآية رقم 39 من سورة الشورى، والتى يقول فيها الله سبحانه وتعالى "وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْى هُمْ يَنتَصِرُونَ" 
 

تفسير الطبرى 

يقول تعالى ذكره: والذين إذا بغى عليهم باغ، واعتدى عليهم هم ينتصرون.

ثم اختلف أهل التأويل فى الباغى الذى حمد تعالى ذكره، المنتصر منه بعد بغيه عليه، فقال بعضهم: هو المشرك إذا بغى على المسلم.
ذكر من قال ذلك:
حدثنى يونس، قال: أخبرنى ابن وهب قال: قال ابن زيد: ذكر المهاجرين صنفين، صنفا عفا، وصنفا انتصر، وقرأ وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ قال: فبدأ بهم وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ... إلى قوله: وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ وهم الأنصار، ثم ذكر الصنف الثالث فقال: (وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْى هُمْ يَنْتَصِرُونَ) من المشركين.
وقال آخرون: بل هو كلّ باغ بغى فحمد المنتصر منه
ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدى، فى قوله: (وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْى هُمْ يَنْتَصِرُونَ) قال: ينتصرون ممن بغى عليهم من غير أن يعتدوا.
وهذا القول الثانى أولى فى ذلك بالصواب، لأن الله لم يخصص من ذلك معنى دون معنى، بل حمد كلّ منتصر بحقّ ممن بغى عليه.
فإن قال قائل: وما فى الانتصار من المدح؟ قيل: إن فى إقامة الظالم على سبيل الحقّ وعقوبته بما هو له أهل تقويما له، وفى ذلك أعظم المدح.
 

تفسير ابن كثير

وقوله: (والذين إذا أصابهم البغى هم ينتصرون) أى: فيهم قوة الانتصار ممن ظلمهم واعتدى عليهم،  ليسوا بعاجزين ولا أذلة، بل يقدرون على الانتقام ممن بغى عليهم، وإن كانوا مع هذا إذا قدروا عفوا،  كما قال يوسف،  عليه السلام،  لإخوته: (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين) (يوسف: 92)  مع قدرته على مؤاخذتهم ومقابلتهم على صنيعهم إليه،  وكما عفا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أولئك النفر الثمانين الذين قصدوه عام الحديبية،  ونزلوا من جبل التنعيم،  فلما قدر عليهم من عليهم مع قدرته على الانتقام،  وكذلك عفوه عن غورث بن الحارث،  الذى أراد الفتك به (عليه السلام) حين اخترط سيفه وهو نائم،  فاستيقظ،  عليه السلام،  وهو فى يده صلتا،  فانتهره فوضعه من يده،  وأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السيف من يده،  ودعا أصحابه،  ثم أعلمهم بما كان من أمره وأمر هذا الرجل،  وعفا عنه. وكذلك عفا عن لبيد بن الأعصم،  الذى سحره،  عليه السلام،  ومع هذا لم يعرض له،  ولا عاتبه،  مع قدرته عليه. وكذلك عفوه،  عليه السلام،  عن المرأة اليهودية - وهى زينب أخت مرحب اليهودى الخيبرى الذى قتله محمود بن مسلمة - التى سمت الذراع يوم خيبر، فأخبره الذراع بذلك، فدعاها فاعترفت فقال: "ما حملك على ذلك " قالت: أردت إن كنت نبيا لم يضرك،  وإن لم تكن نبيا استرحنا منك،  فأطلقها،  عليه الصلاة والسلام، ولكن لما مات منه بشر بن البراء قتلها به،  والأحاديث والآثار فى هذا كثيرة جدا،  والحمد لله.

 

تفسير البغوى

(والذين إذا أصابهم البغى) الظلم والعدوان، (هم ينتصرون) ينتقمون من ظالميهم من غير أن يعتدوا، قال ابن زيد: جعل الله المؤمنين صنفين: صنف يعفون عن ظالميهم فبدأ بذكرهم، وهو قوله: "وإذا ما غضبوا هم يغفرون "،  وصنف ينتصرون من ظالميهم،  وهم الذين ذكروا فى هذه الآية .

قال إبراهيم فى هذه الآية: كانوا يكرهون أن يستذلوا فإذا قدروا عفوا .
قال عطاء: هم المؤمنون الذين أخرجهم الكفار من مكة وبغوا عليهم،  ثم مكنهم الله فى الأرض حتى انتصروا ممن ظلمهم .
 

إعراب القرآن لـ قاسم دعاس

(وَالَّذِينَ) الواو حرف عطف والذين معطوف على ما قبله (إِذا) ظرفية شرطية غير جازمة (أَصابَهُمُ) ماض ومفعوله (الْبَغْيُ) فاعل والجملة فى محل جر بالإضافة (هُمْ) مبتدأ (يَنْتَصِرُونَ) مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة خبر هم والجملة الاسمية جواب شرط غير جازم لا محل لها

تفسير الوسيط لـ طنطاوى

وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْى هُمْ يَنْتَصِرُونَ أى: أن من صفاتهم كذلك أنهم إذا بغى عليهم باغ، أو ظلمهم ظالم، أو اعتدى على كرامتهم أو على دينهم معتد، فإنهم لا يخضعون له، ولا يذلون أمامه، وإنما هم ينتصرون لدينهم ولكرامتهم، بأن يقابلوا بغيه وعدوانه، بما يردعه ويجعله يخشى إصابتهم بأذى.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة