السطحية والتفاهة حولنا أكثر بكثير من العمق والتعقل، فمعظم الناس يسهلون الأمور على أنفسهم لدرجة أنهم يهملون كل التفاصيل.. وللأسف الشديد العلم وحده لا ينفع الإنسان بدون ثقافة ومعرفة واطلاع، لأن هناك جهلاء غير متعلمين لكنهم ملمون بكل شيء حولهم، ومثقفون وعلى النقيض هناك متعلمون ساذجون لا يعرفون شيئًا فى الحياة إلا العلم المادى المتخصصين فيه.. فعلى الإنسان أن يلجأ إلى التعمق ليصل بعقله إلى تفاصيل الأمور فيفهم ويستوعب جيدًا كل ما يدور حوله فى الحياة.
التعمق الشديد غير مطلوب أبدًا لأنه إذا تعمق الإنسان فى كل شيء وكرس نفسه ووقته للإبحار فى كثير من العلوم سيخسر حياته وعلاقاته مع الناس من حوله وستمر عليه السنين كالبرق الخاطف دون أن يتمتع بأيام حياته أو يستفيد منها، وعلى الجانب الآخر لو أهمل الإنسان العلوم والثقافات وعاش حياته بالطول والعرض لن يكون إلا ساذجًا وسطحيًا لأنه لن يعرف عن الحياة شيء إلا المتعة والانغماس فى اللاوعى.. فالحل هو قليل من التعمق يجعل الإنسان لديه معرفة وثقافة وفى نفس الوقت لا يأخذه بعيدًا عن التمتع بأوقاته وأيام حياته.
لو اتخذنا الإيمان العقائدى كمثال حى سنجد أن أغلب الناس يؤمنون بعقيدتهم بإيمان موروث عن أجدادهم وقليل منهم من يتعمق ليؤمن بعقيدته عن اختيار واقتناع تام.. لأن الأغلبية من الناس اختاروا الرضا بالأمر الواقع أما الأقلية من الناس اختاروا التعمق ليصلوا إلى مرحلة الاقتناع والإيمان الحقيقى ليكون الإيمان نابعا من القلب بعد تأمل دقيق فى التفاصيل.. فيجب على كل إنسان التعمق قليلاً من أجل الفهم والمعرفة والإلمام بالتفاصيل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة