لقاء درامى ينتظره العالم منذ الإعلان عنه قبل 3 أشهر، إنه لقاء دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، لقاء القمة سيكون أول اجتماع مباشر بين رئيس أمريكى وزعيم كورى شمالى فى التاريخ، حيث إن حالة الحرب بين البلدين لم تنته رسميا بعد بل توقفت باتفاق وقف إطلاق نار، أى أن الحرب الكورية 1950 -1953 مازالت على الورق مستمرة.
التحضيرات الدرامية للقاء شهدت دراما عالية تنوعت بين المديح والترحيب قبل أن تتحول للتهديد والشتائم قبل أن تنتقل لإلغاء ترامب اللقاء نفسه قبل 3 أسابيع، واللقاء نفسه يتوقع أن يكون على نفس المستوى من التشويق، ترامب يريد نزع السلاح الكورى الشمالى تماما .. فما الذى يمكن أن يفعله كيم جونج أون وكيف سيتعامل مع الرئيس الأمريكى؟!.
ترامب
المفاجأة
كيم جونج أون لم يضيع فرصة استخدام هذا الأسلوب من قبل، حيث فاجأ رئيس كوريا الجنوبية بلقاء حار ومصافحة شديدة الود على الحدود بين البلدين قبل شهرين، وفاجأه بتعهد منه بأنه يريد حل الخلافات بين البلدين لتكون هناك علاقات ودية بين الكوريتين وكان اللقاء بدعوة من زعيم كوريا الشمالية مفاجئا حتى إنه كسب انطباعا وديا وأصبحت كوريا الجنوبية ممن يميلون لنجاح اللقاء بين ترامب وزعيم الجارة الشمالية.
ولا ننسى أن كيم جونج أون كسب مديحا دوليا من روسيا والصين عندما دمر منشآت نووية كدليل على حسن نيته، فجعله هذا فى موقف سياسى أفضل من ترامب الذى سينظر له العالم باعتبار أنه يجب أن يرد الصنيع ويبدى التساهل قليلا مع بيونج يانج.
كيم جونج أون
الاستعدادات القديمة
كوريا الشمالية كانت من دعت للقاء مع ترامب، وهذا يعنى أن حكومتها رسمت سيناريوهات اللقاء واستعدت لها، بينما شبكة "فوكس نيوز" المؤيدة لترامب نفسه قالت إن الرئيس الأمريكي أبدى ضيقه من طول فترة التحضيرات والملخصات حول السياسة الكورية وما يجب أن يركز عليه في اللقاء وهى الملخصات التي يعدها له المسؤولين في الإدارة الأمريكية والمختصين بالشأن الكورى.
وكون شبكة فوكس هى من ينشر معلومة كهذه رغم تأييدها لترامب ودفاعها عنه باستمرار، يعنى أن المعلومة ربما تكون صحيحة وهذا يرجح أن المسؤولين الكوريين ربما ينتظرون من الرئيس الأمريكى زلة أو خطأ أو عدم علم بما يسعى له الجانب الكورى الشمالى مما يمكن أن يستغلونه فى المفاوضات.
كيم جونج أون -ترامب
الشك الدائم
كما ذكرنا من قبل، فإن كيم جونج أون يعمل بأسلوب المفاجأة السياسية مؤخرا، وعلى الرغم من أن اللقاء نفسه قد يضم وعودا ومديحا دبلوماسيا فإنه كل الأطراف الدولية ستظل في حالة تشكك دائم من إمكانية التزام ترامب أو كوريا الشمالية بأى تعهد يخرج من اللقاء، قبل أيام دخل ترامب في مشاجرة على تويتر مع قادة دول مجموعة السبعة، وهم حلفاء أمريكا فما الذى يضمن أن يلتزم باتفاق مع بيونج يانج، كذلك الزعيم الكورى ربما يكون أفرج عن مسجونين أمريكيين ودمر منشأة نووية لكن ما الذي يضمن استمراره في التعاون مع أمريكا خاصة مع تقارير إعلامية في الإيكونوميست والتليجراف وفورين بوليسي بأن أحد أهداف كيم جونج أون، هى الحصول على ضمانات من أمريكا بعدم محاولة خلع نظامه من الحكم، وهذا يعنى أنه سيحتفظ بالضرورة بورقة ضغط كنوع من التأمين.
من طرائف اللقاء فى الصحف حاليا أنه حتى الشعب الكوري الشمالي نفسه لا يعرف شيئا عن اللقاء، فبحسب مجلة "التايم" فإن وسائل الإعلام الكورية الشمالية اكتفت بالقول أن هناك لقاء يتم بين ترامب وكيم جونج أون ولكن لم تذكر موعد اللقاء ولا مكانه ولا لماذا يتم اللقاء أصلا، وهذه الحالة من الغموض ربما تكون لتجهيز أى رواية تريد كوريا الشمالية نشرها عن اللقاء والاتفاق بين البلدين إذا حدث وتم.