ماهر المهدى

نعم ولكن .. ولكن العقل فى المقدار

الجمعة، 15 يونيو 2018 04:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ما هو مقدار ما نشرب ؟ ما هو مقدار ما نأكل؟ ما هو مقدار ما ندخن؟ ما هو مقدار ما نصرف من مال على التدخين؟ ما هو مقدار ما نعمل؟ ما هو المقدار المطلوب للعمل؟ ما هو المقدار المطلوب للراحة؟ ما هو المقدار المطلوب من التنزه؟ ما هو المقدار المطلوب من القراءة؟

 

ما هو المقدار؟ سؤال مسترسل الى مسافات بعيدة في الحياة وفي كفة الاتجاهات بلا استثناء، لأن حياة الانسان – فى الأساس – مقدورة ومقدرة وليست سرمدية وليس الانسان خالدا بالطبع ، ولا يبقى إلا وجه الله سبحانه تعالى. وبالتالى، فإن كل ما يتعلق بالإنسان لابد وأن يخضع للمقياس وللمعيار، ولا يمكن أن يترك بلا حساب وبلا تقدير أو أحكام. وحتى ما كان ميسرا كالماء، فقد أمرنا رسول الله صلى ألله عليه وسلم بألا نسرف فيه، فقال صلى ألله عليه وسلم "لا تسرفوا في الماء! قيل يا رسول الله: أولو كنا على نهر جار؟ قال صلى الله عليه وسلم: ولو كنتم على نهر جار"، وأعاد الصحابة الكرام السؤال مرتين على الرسول الكريم محمد، فأعاد الرسول الكريم إجابته عليهم مؤكدا على ما قال "ولو كنتم على نهر جار" .

لست بشيخ ولا بصدد معالجة ناحية دينية، وما كان حديث الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إلا لفتة علمية أراد بها أن يعلم صحابته الكرام وأمته من بعده ، سواء منهم من كان عالما ومن كان بسيطا لم يصب حظا من تعليم . وانما الفكرة في التزام المقدار في كل شىء وفي تحري المقدار في كل شىء وحساب مال يلزم وما لا يلزم ، فنكون بذلك قد أحسنا استغلال مواردنا وأحسنا استغلال طاقاتنا وأحسنا استغلال أعمارنا وأحسنا استغلال فرصنا وأحسنا استغلال شبابنا وأحسنا استغلال ثرواتنا . فليس الاغداق بلا حساب كرما، وإلا لفسدت الزمم وتضرر أناس وخربت مصالح وخوت الخزائن حين لا نملك الى ملئها سبيلا. ولا يدوم عمل ليلا ونهارا، إذ لا يوجد من يتحمل عمل الليل والنهار متصلين من البشر، ولو أكره على ذلك لما أحسن انتاجا ولسقط مغشيا عليه أومصابا من الانهاك والفتور. كما أنه لا توجد من المصالح فى بلاد العالم ما يعمل ليلا ونهارا أيضا، إذ الناس جميعا على فطرة الله: يعملون ويرتاحون ويأكلون ويشربون ومالى الى ذلك من الأنشطة الانسانية المعروفة. ولا يوجد من يشب متعلما مثقفا، إذ لابد للمرء من ارتياد المدارس والجامعات ليتعلم وليقوم بتحصيل العلوم على مدار السنوات ويتم تهذيبه ويحسن سلوكه. وبالتالى، فلا معنى للإنجاب غير المدروس. فإذا كنت لا أستطيع التكفل بنفقات خسمة أولاد مثلا من أجل التعليم والصحة والمعيشة الجيدة - أو المقبولة على الأقل – فلا معنى لاقدامي على أنجاب خمسة أطفال في حياة صعبة .

 

إن المقدار هو القيمة التى لابد وأن نتعلمها بحنكة وبحنية وبحزم وبالعلم وبالاحترام وبكل المعايير والوسائل وعلى مدار سنوات عمرنا الطيبة حتى تنمو أمتنا ويحقق وطننا آماله ونعيش في اذدهار وتقدم مستمرين . ولابد أن نبعد عن المبالغة وعن الاسراف ، فهما قيمتان خارجتان على الحدود ولا يهديان الى سبيل الرشاد . حفظ الله مصر دولة مدنية يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات ، وحفظ رئيسها ووفقه الى الخير  .

 

النوافذ المضيئة ليلا ونهارا لا تعنى العمل على قدم وساق.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة