من المواقف التى لا يمكن لتاريخ الساحرة المستديرة أن ينساها، ونتذكرها ونحن نتابع كأس العالم، روسيا 2018، تهديد بينيتو موسولينى، لمدرب المنتخب الإيطالى فى كأس العالم، فرنسا 1938 من أجلال مصالحه السياسية.
فى ذلك اليوم، أى منذ 80 عاما، وقبل عدة أيام من انطلاق كأس العالم فى فرنسا عام 1938، اجتمع موسولينى بمدرب منتخب إيطاليا فيتوريو بوتسو لتحذيره: "أنت المسئول الوحيد عن النجاح، لكن ليكن الرب فى عونك إذا انتهى الأمر بفشلك".
لم يكتف موسولينى بهذا التهديد لمدرب منتخب إيطاليا، حسبما يشير الكاتب الأرجنتينى لوثيانو بيرنيكى فى كتاب "أغرب الحكايات فى تاريخ المونديال"، الصادر عن دار مسعى وتنمية، بل واصل تهديده قائلا: "إما الفوز أو الصمت التام".
يقول لوثيانو بيرنيكى: هكذا حذرهم وهو يمرر سبباته بعرض عنقه عند حنجرته أثناء وليمة غذاء جمعتهم لغرض مفترض هو "تعزيز الصداقة"!. لم يكن كأس العالم بالنسبة إلى موسولينى مجرد منافسة رياضية، بل كان فرصة مثالية لإظهار القوة الفاشية للعالم بأكلمه.
كان يجب أن تساهم كل الأمور فى تحقيق مسعاه، حتى إن الفريق الـ"أتسورى" كان يضم أربعة لاعبين أرجنتينيين هم لويس فيليبى مونتى ورايموندو أورسى وإنريكى غوايتا وأتيليو ديماريا وآخر برازيلى هو أمبيلوكيو ماركيس الذى غير اسمه إلى أنفيلوينو غواريسى ليصبح أحد أبناء شبه الجزيرة الإيطالية.
ويشير لوثيانو بيرنيكى إلى أنه تم إعادة تسمية الملاعب أيضًا على نحو يوافق هذا المسعى، وهكذا أصبح ملعب روما – المعروف اليوم باسم الأوليمبيكو – ملعب الحزب الوطنى الفاشى.
وكانت أجواء العنف ثخينة لدرجة أن مونتى عجز عن فهم الأمور فقال بعدها بعامين: "فى مونتفيديو كنت سأتعرض للقتل لو فزت، وفى روما كنت سأقتل لو خسرت". ولحسن الحظ حالفه التوفيق ونجا بحياته فى المرتين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة