مع استمرار متابعة عشاق كرة القدم لمباريات كأس العالم فى روسيا 2018 نقدم لجمهور القراء فى كل يوم كتاب من مكتبة كأس العالم، واخترنا اليوم كتاب "جنون المستديرة" تحت عنوان فرعى أغرب حكايات الكرة وأبطالها، الصادر عن دار العربى للنشر.
وكتاب "جنون المستديرة" للروائى والصحفى المكسيكى خوان بيورو، ونقله إلى اللغة العربية المترجم محمد عثمان خليفة.
حصل هذا الكتاب على الجائزة الوطنية للصحافة "باثكيث مونتالبان" عام 2006. وفيه يقدم خوان بيورو فى كتابه "جنون المستديرة" الفائز بالجائزة الوطنية للصحافة باثكيث مونتالبان فى عام 2006، أغرب المواقف والأهداف التاريخية التى عاشها بنفسه، أو تلك التى يرويها من ذاكرة الساحرة المستديرة.
كرة القدم والقصص الأدبية
ويحلل خوان بيورو فى بعض فصول الكتاب تأثير كرة القدم على حياة الكثيرين من خلال مقارنتها بالعديد من المواقف الحياتية والقصص الأدبية. فتشعر للمرة الأولى أنك لا تقرأ تحليلًا رياضيًا لكرة القدم بل تقرأ رواية أدبية تسرد جنونها وتأثيرها على العالم على مدار التاريخ. ويستعين الكاتب فى ذلك بتاريخ العديد من أساطير الرياضة مثل: "بيليه" و"مارادونا" و"ميسى" و"كرستيانو رونالدو".
ماركيز وعشق كرة القدم
ويقول المترجم محمد عثمان خليفة: ربما كان كتاب أمريكا اللاتينية أول من أقام تلك العلاقة الفريدة على الورق بين الأدب وكرة القدم. وربما لا يعرف كثيرون أن أسماء مثل جابرييل جارسيا ماركيز وماريو فارجاس ليوسا؛ الحائزان على جائزة نوبل فى الأدب، قد بدآ مشوار الكتابة بمقالات كانا يسطِّرانها شغفًا بكل المتعة والإثارة التى كانت تدور أمامهما فى الحلبة الخضراء.
وكاتبنا خوان بيورو أحد أشهر أدباء المكسيك، فهو روائى وقصاص ومترجم إلى الإسبانية أعمالًا لأسماء منها جراهام جرين وجوته وترومان كابوتى. وفى هذا الكتاب، يقدم لنا رحلة فى عالم المستديرة تتخذ أكثر من مسار زمانى ومكانى فريد، يرى من خلاله اللعبة بعين الأديب، ويقص علينا نوادرها بروح وشغف مشجع سكن المدرجات لأعوام طويلة.
ويشير المترجم إلى إلى أن "بيورو" ينغمس فى الأعماق النفسية والوجدانية لما تمثله اللعبة للعالم أجمع، ومعنى أن تكون مشجعَ كرة قدم حقيقيًا. وهو يدفعك دفعًا إلى أن تقوم بمزيد من البحث فى أسرار المستطيل الأخضر وكرته المجنونة. فهو أمضى حياته مشجعًا مخلصًا للعبة، وأهدانا هذه التحفة الأدبية فى محاولة منه لتخليد مشاعره نحوها.
ويوضح المترجم للقارئ أنه لن يجد محور الكتاب مخصصا حول حكاية نادى، أو ملحمة نجم كروى، أو قصة انتصار فى كأس العالم، بل هو جماع كل ذلك، وأكثر. لماذا كان اللاعب "الأشول" أشد موهبة وذكاءً من غيره من اللاعبين؟ لماذا يصر مشجع على إخلاصه وولائه وتشجيعه لنادٍ بعينه، حتى وإن خيب آماله موسمًا بعد موسم؟ هل يسبق التفكير التمرير والتسديد أم أن اللاعب فى تلك اللحظة لا يفكر فى أى شىء؟ هل صار "الإخلاص للفانلة" ضربًا من المستحيلات؟.
يرى "بيورو" أن الرياضة صورة راقية من صور الشغف، وتفريغ للشحنات العاطفية الوجدانية فى مجتمعاتنا المعاصرة. وهو يخرج كل طاقاته فى أنماط التشجيع؛ الأولتراس، العنف، الهتافات، وبقية أشكال تفريغ الطاقات المكبوتة فوق كراسى المدرجات.
وتكمن القيمة الحقيقية للأفكار المتنوعة فى هذا الكتاب فى الأسلوب الذى يتبناه "بيورو" عند الكتابة عن كرة القدم؛ حيث تتجلى موهبته الأدبية التى أحسن استغلالها، ومزج فى سرده بين الخيال والثراء اللغوى وحسن اختيار التشبيهات، التى لا تخلو من سخرية أحيانًا.
ويقول المترجم: فلا أعتقد أن القارئ المحب لكرة القدم قد قرأ من قبل وصفًا أدبيًا لافتًا لأجمل هدف على مر العصور، أو للحظات الحاسمة فى تاريخ المونديال الكروى، أو سحر الرقم 10، أو نقاط القوة والضعف لدى نجوم المستديرة أمثال "مارادونا" و"ميسى" و"بيليه" و"زيدان"، وغيرهم من العمالقة عبر أكثر من مائة عام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة