تعانى أوروبا الفترة الأخيرة مخاوف شديدة من عودة المقاتلين الاجانب التابعين لتنظيم داعش، إلى دولهم الاوروبية من جديد وتحولهم لقنابل موقوتة فى حالة استعداد للانفجار فى اى وقت، خاصة وان أوروبا أصبحت من أكثر الأهداف التى يركز عليها التنظيمات الإرهابية، إذ أن الكثير من دولها تشارك فى الحرب ضد تلك التنظيمات فى مناطق الصراع العربية وأبرزها سوريا والعراق، مما يمثل تحديا أمنيا كبير.
وكشفت صحيفة "تلجراف" البريطانية عن صفقات سرية بين قوات سوريا الديمقراطية المعروفة باسم قسد وتنظيم داعش الإرهابى لتبادل المحتجزين، مما يثير مخاوف دول أوروبية من عودة ارهابيين إلى أراضها.
الصفقة الأولى تمت فى فبراير الماضى، وشملت نحو 200 مسلح من أصل شيشانى وأصول عربية وقالت فى تقرير لها، إنه كانت هناك 3 صفقات لتبادل المسلحين وأفراد عائلاتهم بين قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من قبل التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة، وبين تنظيم داعش أفرج فيها عن عدد من الدواعش الأوروبيين.
ووفقاً لمصادر مطلعة وأهالى الدواعش المحتجزين لدى "قسد"، أن الصفقة الأولى تمت فى فبراير ، وشملت نحو 200 مسلح من أصل شيشانى وأصول عربية، بالإضافة إلى عدد من الفرنسيين وألمانى واحد على الأقل. وتم إرسالهم على متن حافلات من معتقلات "قسد" إلى المناطق التى لا تزال تحت سيطرة داعش بمحافظة دير الزور.
وفى إطار مماثل فى أبريل، تم الإفراج عن 15 داعشياً و40 من النساء والأطفال، بينهم مغاربة وفرنسيون وبلجيكيون وهولنديون. وتم إرسالهم إلى الأراضى الخاضعة لسيطرة داعش من غير إرادتهم. وفى المقابل أفرج داعش عن عدد مماثل من مقاتلى "قسد" الذى أسرهم أثناء المعارك فى دير الزور.
ويشار إلى ان الصفقة الأخيرة شملت 15 زوجة لمسلحى داعش وقعت 6 يونيو الجارى بالقرب من مدينة هجين بمحافظة دير الزور دون وسطاء.
وتشير الصحيفة إلى أن قوات سوريا الديمقراطية لم تعلق على هذه المعلومات، وأن التحالف الدولى لم يكن على علم بهذه الصفقات.
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن 4 من 15 وسيطاً قتلوا فى أعقاب الصفقات، مما دفع الآخرين للامتناع عن المشاركة فى أى مفاوضات لاحقة لتبادل المحتجزين، على الرغم من عرض مبالغ مالية هائلة عليهم.
ولا تزال قوات سوريا الديمقراطية تحتجز أعدادا كبيرة من مسلحى داعش، بينهم عدد من المتطرفين الخطيرين من أوروبا، الذين ترفض الدول الأوروبية، وخاصة بريطانيا استقبالهم للمحاكمة. وأشارت الصحيفة إلى أن هناك مخاوف جدية من احتمال عودتهم إلى أوروبا بعد إطلاق سراحهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة