تنشط كارتلات الجشع فى لحظات التحولات الاقتصادية الكبرى، هكذا هو الحال دائما، أثرياء الدولار وأثرياء تهريب السلع المدعمة وأثرياء ضرب الأسعار وأثرياء تعطيش السوق وأثرياء تصقيع الأراضى، إلى آخر هذه القائمة السوداء من التجار والمحتالين وعصابات التجارة فى أوجاع البلد، الذين يتحولون إلى مليارديرات بين عشية وضحاها على حساب مصر وشعبها وصبرها وقلة حيلتها.
هؤلاء هم العدو الأكبر فى الداخل فاحذروهم، وهؤلاء هم الذين يربكون معادلات الدولة مع كل قرار اقتصادى كبير فى رحلتنا نحو الإصلاح، تلك الكارتلات هى التى تتدخل بنوايا خبيثة فى الربح الحرام، وتستغل منحنيات الخط فى الطريق لتفرض أسعارا غير منطقية على السوق وتلعب بأوجاع الناس بلا رحمة.
حسنا فعلت أجهزة الدولة الرقابية والأمنية هذه المرة بأنها استبقت قرارات تصحيح أسعار الوقود، وفرضت سيطرتها على السوق مبكراً، وحاصرت فى المهد عصابات السوق التى ترفع أسعار السلع عشوائيا وتطغى بجشع على كل سبل المعيشة للملايين من الناس.
هذه الضربات الاستباقية ساعدت على احتواء طغيان الأسعار، وقطعت الطريق على مليارديرات أوجاع الناس قبل استغلال أسعار البنزين والكهرباء فى «كسر ظهر» الأسر البسيطة بلا سبب وبلا معنى.
صحوة أجهزة الدولة هذه المرة حاسمة وأثمرت نتائج مهمة، على أن هذه الصحوة ينبغى أن تستمر لفترة طويلة هذه المرة للقضاء على خطط كارتلات الجشع نهائيا، خاصة أن هذه الكارتلات قد تستثمر موجات التحريض المصاحبة لكل القرارات الإصلاحية لتفلت من أيدى الرقابة الحكومية، وتواصل جمع الملايين من الربح الحرام والتجارة بأوجاع الناس وبصبر المواطنين على الإصلاح.
الرقابة مهمة هذه المرة، واستمرار الرقابة هو الأهم، فغلاء أسعار البنزين ينبغى أن يؤثر على أصحاب السيارات لا على البسطاء فى المواصلات العامة أو مستخدمى الميكروباص، ولا ينبغى أن ينعكس على السلع الأساسية فى السوق.
وإذا أردنا لهذه الرقابة أن تدوم فعلينا الحرص على إشراك الناس فى العمل الرقابى، وتسهيل عملية الإبلاغ عن مخالفات فى الأسعار ومساعدة رجال الأمن فى ردع كارتلات الشر فى السوق.
الناس يجب أن تدافع عن نفسها أيضا وتعلم أن يقظة الأجهزة الرسمية وسرعتها فى التحرك لن ترتبط بموسم رفع الأسعار لأسبوعين أو ثلاثة، لكنها ستمتد طوال الوقت للحماية والوقاية والردع.
وصبر جميل بإذن الله.
//
مصر من وراء القصد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة