لا تبرير للخسارة، ولا فرحة مع الهزيمة، ولا رضا عندما تخرج من المباراة صفر اليدين، هذا هو الشعور الطبيعى للإنسان السوى فى المنافسات الرياضية أو فى أى منافسة أخرى، وما شعار الأداء المشرف إلا خداع للنفس اخترعه النقاد المضللون لإرضاء الناس بضعفهم وقلة حيلتهم وهوانهم على فرق المونديال الأخرى.
نحن فى مصر والدول العربية اخترعنا نوعًا من التعبيرات المريضة والتوصيفات الانهزامية والمعالجات المنبطحة لتبرير ما لا يبرر، تبرير سوء الأداء أو ضعف التشكيل أو عدم شعور اللاعبين بالثقة والمسؤولية أو عدم صلاحية الجهاز الفنى للفريق أو عدم تجهيز اللاعبين نفسيًا وبدنيًا وتكتيكيًا بالشكل اللائق فى كل مباراة، لماذا نفعل ذلك بدلًا من مصارحة أنفسنا بالحقيقة، وبدء طريق الإصلاح الشاق؟ هذا هو السؤال الذى نبحث له عن إجابات.
نحن من دون بلاد العالم نذهب للمونديال مهزومين مسبقًا، وخائفين دائمًا ومتخاذلين فى معظم الأوقات ومغرورين دون أى داع ومتلهفين على أى كلمة إطراء من النقاد الخواجات، وكأن الوصول إلى المونديال والمشاركة فى مباريات الدور الأول هو كل المراد من رب العباد، وكأن هناك سقفًا للإنجاز يخص الفرق العربية، وسقف آخر أكثر ارتفاعًا بكثير يخص الفرق الأفريقية واللاتينية والأوروبية.
فى مباراة أوروجواى، كنا نمتلك الكرة فى نصف ملعبنا، وندافع بشكل مرضٍ، لكننا لم نستطع تطوير الدفاع لننقل الكرة فى هجمات منظمة، كما لم نستطع التصرف فى الكرات والهجمات التى لاحت لنا، اللاعبون عندما يتحركون إلى الأمام فإنهم يتخلصون من الكرة أو يهدونها للاعبين المنافسين أو يفقدونها بسهولة فى أول التحام، وعندما يتقدم لاعب من منتخبنا فإنه لايجد المساندة من زملائه بالسرعة المطلوبة سواء فى التحرك أو صنع المساحات والنتيجة الكرات معظمها مقطوعة كقبل أن تمثل خطورة أو تدخل منطقة جزاء المنافس.
أيضًا، فى الكرات القليلة التى دخلنا بها منطقة جزاء المنافسين، قدمنا نموذجًا فى التسرع والرعونة وسوء التصرف، فضلًا عن ندرة التسديد على المرمى أو استغلال الكرات الثابتة، وفى النهاية سمحنا لفريق أوروجواى العادى جدًا بأن يتسيد المباراة وأن يحاصرنا فى نصف ملعبنا بسيل من الهجمات، وكلما أضاع فرصة مؤكدة، هتفنا الحمد لله، ربنا ستر، حتى الدقيقة 90 عندما اغتال خيمينيز أحلامنا برأسية جميلة سكنت الجهة اليسرى لمرمى محمد الشناوى.
الغريب أن النقاد بعد المباراة، خرجوا يشيدون بأداء منتخبنا البطولى، وكأنه سحق أوروجواى بالخمسة، وعظمة الشناوى وكأنه حافظ على نظافة شباكه، نعم منتخبنا كان متماسكًا نسبيًا، لكن أداؤه ليس أداء فريق على مستوى المونديال، نعم الشناوى أنقذ أكثر من كرة خطيرة وكان لافتًا جدًا، لكنه لم يتحرك نحو الكرة العرضية التى جاء منها الهدف فلم يخرج لها بقبضة يده أو يتحرك لصدها بسرعة عندما لعبها خيمينيز، طيب يا ترى ما هى الأوصاف التى كان يمكن أن يطلقها نقادنا على المنتخب وأدائه لو استطاعوا استغلال الفرص المتاحة لهم وأحرزوا هدفًا أو اثنين وخرجوا فائزين أو حتى متعادلين؟
ارفعوا سقف توقعاتكم وطموحاتكم بما تبذلونه من جهد وعرق فى الملعب، لاتشعروا بالانسحاق والخوف والارتباك أمام الفرق الأخرى، العبوا لتستمتعوا ولكن بقوة وإصرار، كونوا مقاتلين حتى النهاية، أنتم فى المونديال وعليكم أن تقدموا حدكم الأقصى، هنا عليكم أن تكونوا أو لا تكونوا، وليسقط الأداء المشرف المرتبط بالهزيمة.