كيف ننظر الآن إلى كوبر وجهازه المعاون واختياراته للاعبين بعد مباراة روسيا؟ كيف نقيم أداء المنتخب الوطنى بعد أدائه المتواضع فى أول مباراتين وخروجه من الدور الأول؟ البعض سيغرق فى تحليل تفاصيل مباراة روسيا ويقول إننا كنا جيدين فى الشوط الأول وأضعنا فرصتين لصلاح وتريزيجيه، ولكن الهدف الذى تسبب فيه أحمد فتحى سبب حالة من الصدمة للفريق أفقدته تركيزه مما تسبب فى إصابة مرمانا بهدفين فى عشر دقائق.البعض الآخر سيبدى الأسف على خروجنا من الدور الأول، لكنه فى نفس الوقت سيردد العبارات المحفوظة عن أداء اللاعبين الرجولى ويذلهم أقصى جهد لديهم وعن التوفيق الذى لم يحالفهم، وعن الكرة الغريبة التى اصطدمت بقدم أحمد فتحى وقلشت نتيجة دفعه من المهاجم الروسى زوبار، وكيف كانت هذه الكرة سببا فى تحول المباراة لمصلحة الروس فى بداية الشوط الثانى.
كل هذه التفسيرات السطحية والتبريرات التى تحاول استرضاء المصريين المحبطين الغاضبين مجرد كلام فارغ، ومن يرددونه سواء فى اتحاد الكرة أو فى الصحف والتليفزيونات لا يصلحون أن يكونوا فى مواقعهم وخاصة مسؤولى اتحاد الكرة الذين رأوْا الكارثة قبل وقوعها بل وتلقوا آلاف التحذيرات، ورغم ذلك انتظروا وقوعها ليبدأوا التحرك واتخاذ القرارات بعد فوات الأوان.
بعد مباراة روسيا خرج مسؤولو المنتخب ليُبشروا المصريين بأنهم لن يجددوا لكوبر وجهازه، ولو سمعوا ردود فعل المصريين على قرارهم لكرهوا أنفسهم، بعد إيه جايين تتحركوا؟ بعد خراب مالطا! ما كان قدامكم الوقت بعد مباراة الكونغو عشان تعرفوا إن الراجل ده وجهازه مش هيسعفونا فى كأس العالم، لأن تدريب المنتخبات يختلف عن تدريب الفرق، تدريب المنتخبات يحتاج بالضرورة إلى مدرب يبث الروح فى اللاعبين ويزرع فيهم العقيدة القتالية ولا يفرق بين لاعب محترف وآخر محلى إلا بالقدرة على العطاء والعرق فى الملعب، وهذه المهمة لا يجيدها كوبر وجهازه وتحتاج إلى مدرب وطنى.
كتبنا هذا الكلام مرارا وتكرارا ونبّهنا يا عالم يا هوه المسألة مش عناد والأمور مش غامضة، الخواجة مكون وجهة نظر عن اللاعب المصرى ومش هيغيرها وحاصر نفسه فى الطريقة الدفاعية العقيمة والكرات الطولية فى حالة الاستحواذ، وهى فى الأغلب مقطوعة ومشتتة من دفاع الخصوم، والدليل على كده ضعفنا الهجوم والتهديفى، كمان كوبر مش قادر ياخد الاختيارات الصحيحة والأولوية عنده للمحترفين حتى لو كانوا بيلعبوا درجة تانية فى أوروبا، وكان رد فعل إدارة اتحاد الكرة والمنتخب أغرب من الخيال «يعنى عايزينا نقول للكوتش اللى وصلنا المونديال بعد غياب 28 سنة شكرا؟! ده حتى ما يصحش، لازم ياخد فرصته ويكمل»!
يا جماعة الخير دى مش مكافأة نهاية الخدمة بنديها لكوبر، والإدارة الرشيدة لاز م تشوف المستقبل وتبدى مصلحة الفريق والبلد على أى اعتبارات تانية، والمجاملات وتفكير المصاطب عمره ما يجيب غير الكوارث، وإذا كُنتُم شايفين إنه ما يصحش نقول للكوتش اللى وصلنا المونديال شكرا أديت مهمتك ونجيب حد يناسب المرحلة الجديدة، تبقوا غلطانين بالتلاتة وما يصحش دى اللى جابتنا ورا ، تشرشل أعظم رئيس وزرا فى تاريخ بريطانيا وبطل الحرب العالمية الثانية اللى حقق الانتصار على النازية، الإنجليز قالوا له شكرا أديت مهمتك اركن على جنب احنا فى مرحلة جديدة بعد الحرب ومحتاجين إدارة مختلفة، لا قالوا ميصحش ولا هتغرق من غيره، وتقدمت بريطانيا اقتصاديا وعسكريا وعوضت خسائرها فى الحرب.
ده الفارق بين الإدارة الرشيدة عند الخواجات وإدارة المصطبة فى اتحاد الكرة عندنا ، الفارق بين صناعة النجاح بالتخطيط والعلم وبين أصحاب نظرية ما يصحش اللى غرقونا، والله العظيم كوبر فعلا لازم يمشى بس لازم تمشى معاه الإدارة غير الرشيدة فى الجبلاية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة