قلبى انفطر حزناً أكثر من مرة وأنا أتابع مباراة منتخب مصر الوطنى الكرة القدم أمام نظيره الروسى..!!
كنت أتمنى فوز منتخبنا على نظيره الروسى، وإدخال الفرحة فى قلوب المصريين، خاصة أن مشهد متابعة الملايين فى البيوت والمقاهى، فى الداخل والخارج، مبهجا، وعظيما ومعبرا عن كم المصريين يعشقون بلادهم، وكم كان مدهشا ونحن نرى علم مصر يرفرف فى شرفات المنازل، ومن نوافذ السيارات التى تجوب الشوارع، فى القرى والنجوع، والمدن بالمحافظات المختلفة.
مشهد ذات دلالة عبقرية، على قوة انتماء المصريين لوطنهم، والزهو فخرا براية بلادهم، من واقع عملى على الأرض، ولا يمكن لأى عدد من المجلدات أن تصف المشهد بعظمته ودلالاته وعبقريته مثلما كان متجسدا على الأرض، صارخا باسم مصر.
قلبى انفطر حزنا وألما من النتيجة، تضامنا مع حالة الحزن العامة التى سيطرت على المصريين، خاصة وأن الحلم رفرف بجناحاته وابتعد عاليا نحو السماء، مع وجود أسطورة عصره وكل العصور محمد صلاح، أحسن لاعب فى أقوى بطولة دورى فى العالم الدورى الإنجليزى «البريميرليج» ويزامله، محمد الننى وأحمد حجازى ورمضان صبحى وسام مرسى وأحمد المحمدى، فى نفس الدورى، بجانب محمود حسن تريزيجيه أبرز لاعب فى الدورى التركى، وعمرو وردة أبرز لاعب فى الدورى اليونانى، فى أن يحقق هؤلاء المعجزة، ويصلوا بالمنتخب للدور الستة عشر، لأول مرة فى تاريخه!!
ووفر اتحاد الكرة، برئاسة هانى أبوريدة، برنامج إعداد قوى، للمنتخب استعدادا لخوض نهائيات كأس العالم الحالية بروسيا، ولعب مباريات ودية قوية، من مدارس مختلفة شبيهة بالتى كان سيواجهها فى مجموعته، فالتقى كولومبيا الشبيهة بأداء أورجواى، والبرتغال وبلجيكا واليونان الشبيهة بأداء المنتخب الروسى، والكويت الشبيه بأداء المنتخب السعودى!!
وأظهرت المباريات الودية خطايا المنتخب الفنية، وكشفت قدرات الجهاز الفنى للمنتخب بقيادة الأرجنتينى «هيكتور كوبر»، والمصرى «أسامة نبيه» وأنه جهاز تقليدى، أفكاره معلبة، لا يجيد سوى الدفاع، بوضع كل اللاعبين أمام مرماه، وهى الطريقة التى استهلكت قوى اللاعبين خاصة تريزيجيه وعمرو وردة، بجانب الاعتماد على لاعبين من أهل الثقة، وعدم القدرة على القراءة الجيدة، والتوظيف الصحيح للاعبين.
وفى لعبة كرة القدم، استحالة أن تدافع 90 دقيقة دون أن يتلقى مرماك أهدافا، وإذا أردت الدفاع، فعليك بالهجوم، لأن الهجوم خير وسيلة للدفاع، ووضع الخصم فى منتصف ملعبه، يضمن لك تأمينا قويا وفاعلا لدفاعاتك، لا أن تدافع من أمام مرماك..!!
كما أظهر الجهاز الفنى عجزا خطيرا فى قدرة تغيير التكتيك، والدفع بعناصر تحدث الفارق، بل كل التغييرات كانت خاطئة، وتمثل علامات استفهام كبيرة، ولكم فى تغيير تريزيجيه، أفضل لاعبى المنتخب الوطنى فى مباراة روسيا، بلا منازع، واستبداله برمضان صبحى، البعيد كل البعد عن مستواه، ولم يظهر طوال المباريات الودية أية أمارة فنية تذكر، لدليل على العجز الفنى، كما أن استمرار عبدالله السعيد للعب أسياسيا، وهو أسوأ لاعب ليس فى صفوف المنتخب المصرى فحسب، ولكن فى البطولة بأكملها، علامات استفهام كبيرة!!
ووسط حالة الحزن الشديدة التى سيطرت على المصريين من الهزيمة غير المتوقعة، فوجئنا بفيديو صوت وصورة لعضو اتحاد الكرة مجدى عبدالغنى يظهر فيه سعيدا بهزيمة مصر، وعدم قدرة المنتخب على تسجيل أهداف، الأمر الذى يبقيه تاجرا ومستثمرا لهدفه الوحيد الذى سجله من ضربة جزاء فى مونديال 1990، أمام الفريق الهولندى!!
مقطع الفيديو، بجانب صورته وهو فى الطائرة وأمامه مائدة عامرة بكل المأكولات والفاكهة الفاخرة، وهو متوجه لروسيا، أثارت سخطا كبيرا بين المصريين، إذا وضعنا فى الاعتبار الأزمة الخطيرة التى فجرها باقتحامه مخزن ملابس المنتخب والحصول على سيارة ممتلئة بتيشرتات وشورتات، والأصداء التى أعقبت الواقعة، بدءا من استبعاده من رئاسة بعثة المنتخب لروسيا، ومرورا بالتصريحات النارية التى خرجت من جدران الجبلاية، بالتحقيق معه!!
مجدى عبدالغنى، ومن خلال فرحته العارمة، بتسجيل منتخب روسيا الهدف الثانى فى مرمى المنتخب المصرى، وواقعة اقتحام مخزن ملابس المنتخب، والتهديدات الصريحة، المتبادلة، يؤكد حقيقة خطيرة، وهو خلط العام بالخاص، والاستثمار لتحقيق مكاسب شخصية، فوق اعتبارات أن يكون المنتخب الوطنى لكرة القدم رقما صحيحا فى معادلة المنتخبات الكروية المهمة خاصة فى المسابقة الأكبر والأضخم، كأس العالم..!!
وحيال ما أتى به مجدى عبدالغنى، وهو المصرى الجنسية والمسؤول عن إدراة اللعبة، يستوجب من المحترم هانى أبوريدة رئيس الاتحاد، وقفة حاسمة، وإعلان الحقائق، وأن السكوت عن هذه القضية تضرب فى جوهر الثقة والمصداقية للاتحاد برمته، ولكى ينأى بنفسه، لابد من فتح باب التحقيق فور عودة المنتحب!!
ونحن نعى، أن كرة القدم ليس لها كبير، وأن منتخب البرازيل بجلالة قدره، تلقى هزيمة منكرة على أرضه ووسط جماهيره بالسبعة مع الرأفة من ألمانيا فى البطولة الماضية، وأن ألمانيا بطلة العالم تلقت هزيمة مفاجأة من المكسيك فى البطولة الحالية، لكن يبقى التخطيط والأداء، والعزيمة بشرف، عناوين ضرورية، على مائدة المسؤولين عن الرياضة المصرية بشكل عام، وكرة القدم بشكل خاص..!!
وإدراك أن كرة القدم أصبحت صناعة كبرى، واستثمارا عظيم الأثر، ومصنع إنتاج السعادة للشعوب، بل البعض يحاول توظيفها سياسيا، باعتبار المواجهة بين منتخب ونظيره، حربا حديثة، حلت محل الحروب التقليدية، وأن الانتصار فيها، انتصار جوهرى يتفاخر به الشعوب، ورغم أننا ضد هذا المنطق، لكن لا يمكن التغافل عنه، ووضعه فى الحسبان طالما أصبح أمرا واقعا وحقيقيا على أراضى ملاعب كرة القدم..!!
ولَك الله ثم جيش قوى وشعب صبور يا مصر...!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة