5 سنوات أو أقل قليلا، مرت على إسقاط حكم المرشد، وعزل محمد مرسى من الحكم، إزاء ثورة 30 يونيو، تغيرات أمور كثيرة، واختلفت المعادلة السياسية، وصعدت قوى وهبطت تيارات، وأدرجت جماعة الإخوان فى 4 دول عربية على قوائم الإرهاب، ونالت قيادات من الإخوان أحكام قضائية رادعة صوب جرائمهم وأعمال الشغب والعنف، وهرب آخرون إلى دول مركز قوى الجماعة كتركيا وقطر ولندن وماليزيا، ودول أخرى.
لكن يبقى التساؤل، هل تأثرت جماعة الإخوان بالأحداث الماضية، أم التنظيم الحديدى للجماعة تلقى كل هذه الضربات ولم يحدث أى تأثير؟ أم أن الجماعة تأثرت لدرجة عجلت من مشهد النهاية وإسدال الستار على جماعة مر على تأسيسها 90 عاما؟ أم أن تأثير نال إخوان مصر، ولازال التنظيم الدولى للجماعة متواجد بقوة؟.
طرحنا هذه التساؤلات على قيادات سابقة فى جماعة الإخوان، وباحثون فى حركات التيار الإسلامى السياسى، فأكدوا جميعا أن تنظيم الإخوان تأثر كثيرا منذ عام 2012، لكنه لازال متواجد بالفرد الفكر فى المجتمع المصرى، مؤكدين أن النهوض بالتعليم والاقتصاد هى الحلول الحاسمة والحازمة للقضاء على الإخوان ليس هذا فحسب بل على ما يسمى تيار الإسلام السياسى.
هشام النجار: يتبقى من الإخوان إعلام محرض ضد مصر
هشام النجار الباحث فى شئون حركات التيار الإسلامى، يقول :" يتبقى الآن من الإخوان حضورها الاعلامي فى الخارج عبر قنوات فضائية ذات أجندات موجهة تمولها قطر، كما تبقى حضورها كأداة ووكيل للقيام بأعمال ونشاطات تخدم مشاريع اقليمية خاصة المشروع التركية التوسعي في العمق العربي ويقود هذا التوجه حاليًا خالد مشعل ويوسف القرضاوي وجناح الحرس القديم للاخوان والبعض من قادة الجماعة الاسلامية".
ويضيف النجار :" وبذلك انتقلت الجماعة أو الجزء الأكبر منها للعمل تحت زعامة أردوغان، كمرحلة مفصلية في تاريخ الجماعة التي ظلت تعمل بشكل مستقل وبقيادة مصرية لتحقيق هدف وصولها للسلطة في الدول العربية، ولما لم يتحقق رهنت نفسها لتحقيق حلم أردوغان السلطانى نظير حمايتها ودعمها.
سامح عيد: النهوض بالثقافة وتناول التراث الدينى بجرأة ستنتهى الإخوان
سامح عيد القيادى السابق بالإخوان، والباحث فى شئون حركات التيار الإسلامى، يوضح إن التنظيم الدولى لجماعة الإخوان تأثر كثيرا بسبب ثورة 30 يونيو، مؤكدا فى الوقت ذاته أن فروع جماعة الإخوان فى الدول لازال قائما.
ويقول "عيد" :" بشكل واضح على مستوى التنظيم الدولى للإخوان أنهار، ولكنه فى الدول موجود، ففى تونس سياسيا ويعتبر فى الصف الثانى من الحكم، ويوجد أيضاف تونس والمغرب والجزائر، كما أن جماعة الإخوان موجودة عسكريًا فى 5 دول فى ليبيا موجود باسم فجر ليبيا، حماس فى غزة، والإصلاح فى اليمن، والجيش الحر فى سوريا، وحزب الدعوة فى العراق".
ويلخص "عيد" تواجد فى الإخوان فى جملة بسيطة بقوله :" الدول العربية 23 دولة، 4 دول فقط هى التى تصنف جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب، بينما باقى الدول العربية التنظيم لازال متواجدا ويمارس السياسة بشكل طبيعى، لذلك لا أتوقع أن يتم تصنيف الجماعة على قوائم الإرهاب من قبل أمريكا وبريطانيا".
وعن تواجد الإخوان فى مصر، يقول "عيد":" فى مصر أفراد تنظيم الإخوان لم يتبخروا وأفكارهم لازالت قائمة، فتقديرهم حوالى من 300 ألف إخوانى إلى نصف مليون، متواجد فى السجون 60 الف منذ ثورة 30 يونيو وهذا على اقصى وليس كل المتواجدين داخل السجون جميعا إخوان، فالدولة المصرية لا تستطيع وضعهم فى السجون، بل على العكس كثيرا من أفراد وقيادات الإخوان الذين ألقى القبض عليهم خرجوا وتم الإفراج عنهم".
وتابع :" بالإضافة لذلك أفكار جماعة الإخوان لازالت قائمة بقوة، فالأفكار التى نشرتها الجماعة من تطبيق الشريعة والخلافة الإسلامية وما إلى ذلك مازال كثير من المواطنين يرحبون بها ويتمنون تطبيقها، وكل ذلك يؤكدا أن الإخوان متواجدين داخل مصر فكرا وأفرادا".
يوضح القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن تنظيم الإخوان لازال لديه قدرات مالية والقدرة على التحرك واحداث تغير حال حدوث حدث جلل والعودة للمشد بوجوه جديدة، مؤكدا فى الوقت ذاته أن هناك تأثير كبير ضرب الإسلام السياسى بسبب ثورة 30 يونيو.
وبسؤاله متى ستنتهى جماعة الإخوان، يقول :" لو توفرت إرادة حقيقة على المستوى السياسى والثقافى لإحداث نقلة نوعيه على مستوى التفكير والوعي على طريق مناهج التعليم والجرأة فى تناول احداث التأريخ بما فيها التراث الدينى، وقتها ستنتهى الإخوان".
الشيخ فؤاد الدواليبى القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، يؤكدا أن تنظيم الإخوان متواجد بالأفكار والأفراد داخل مصر، بل هناك من يدافع عن الإخوان، مضيفًا :" الإخوان تنظيم حديدى ونفسه طويل".
وعن التغيير الذى طرأ على الإخوان منذ 30 يونيو، يقول "الدواليبي" :" فكر الإخوان تطور إلى مرحلة أصعب وأشد مما كانت عليه الجماعة الإسلامية فى التسعينيات، الإخوان أصبحوا يتبنون وجهة نظر داعشية وتكفيرية".
ويضيف :"الفكر التكفيرى موجود فى أدبيات الإخوان، لكنهم كانوا يخفونه، لكن محنة التنظيم عام 2013 والضربات التى تلقتها الجماعة، جعلتهم أكثر عنفا، وقد تبنى الإخوان فى رابعة والنهضة وما تلى ذلك من أحداث وتصريحات لأكبر قيادات الإخوان فكر التكفير والتهديد والوعيد، واستخدام فزعة تنظيم القاعدة والجماعة الإسلامية ورفع السلاح ضد الجيش والشرطة والمجتمع المصرى وكان هذا غريبا علينا ولكن الحقيقة الغائبة أن الإخوان فى أدبيات فكرهم التكفير.
ويشير إلى أن جماعة الإخوان تأثرت أيضا دعويا وتبين للجميع أن أفكارها تكفيرية، وأصبحوا منبوذين فى الشارع.
بسؤاله متى تنتهى الإخوان، يقول الفكر المتشدد موجود منذ أيام سيدنا عثمان بن عفان وسيدنا على ابن أبى طالب، والفكر الذى تتبناه الإخوان حاليا هو فكر الخوارج وهذا الفكر صنيعة أعداء الإسلام واليهود والمجوس، سوف يستمر ولن يختفى".