مع كل طلعة كأس عالم تُمنى الجماهير العربية نفسها بظهور جيد يرسم البسمة على الشفاه، لكن فى النهاية تضيع أحلامهم أدراج الرياح بسبب الفشل السريع لكل منتخبات بلاد العرب، مثلما حدث فى مونديال روسيا الحالى. كل مرة يطاردنا الفشل، لا نستطيع تصحيح أوضاعنا، رغم أن الأسباب الحقيقية واضحة كالشمس ولا تحتاج سحر ولا شعوذة لمجاراة الفارق الكبير فى الإمكانيات الفنية والبدنية والتكتيكية لمصلحة أبناء الغرب. هنا فى مصر مثلاً بعد الخسارة أمام أوروجواى ثم روسيا ووداع المونديال مبكرًا من الدور الأول، وجدنا بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعى، الذين ينتمون لفئة عباقرة زمانهم، يرجعون أسباب الخسائر، مرة لغياب محمد صلاح مع اتهام اللاعبين بأبشع الاتهامات والإهانات، ومرة أخرى بسبب حضور الفنانين لتشجيع أبناء بلادهم، وغيرها من الأسباب الواهية البعيدة كل البعد عن الأسباب التى يجب وضع يدنا عليها. بعيداً عن واقعية بعض هذه الأسباب من عدمها، فلا بد من الالتزام بروشتة علاج للأمراض المزمنة التى يعانى منها سكان لعبة الساحرة المستديرة بداية من اتحاد الكرة، باعتباره «الأب الشرعى» لهذه اللعبة وصولاً للأندية الكبيرة والصغيرة على حد سواء.
هناك العديد من النقاط يجب الحديث عنها بالتفاصيل، أهمها التنشئة الصحيحة والتغذية الجيدة والعامل البدنى والتهيئة النفسية والإعداد الخططى والمهارى، وكيفية إيجاد موارد مادية للصرف على هذه الصناعة بحثاً عن منتج مميز يعود بالفائدة على اللعبة نفسها أولاً، وبالتأكيد قبل كل ذلك البُعد عن الواسطة والمحسوبية التى اغتصبت الأخضر واليابس فى عالمنا العربى.. وللحديث بقية.