على مدى السنوات الست الماضية ، ازداد عدد المرضى الذين يعانون من الاكتئاب، بسبب الأزمة الاقتصادية الحادة التى تمر بها فنزويلا ، من نقص الغذاء والأدوية ، ولذلك فإن 80% من مرضى الاكتئاب يعانون من نقص الأدوية اللازمة لهم، ولذلك فإن الحال ينتهى بهم إلى الانتحار.
ووفقا لصحيفة "الاسبكتادور" المكسيكية فإن ادولفو سيبولفيدا، أحد الفنزويليين الذين انتحروا مؤخرا كان سبب انتحاره نقص الادوية التى يحتاج لها للعلاج من الاكتئاب، وانها ليست الحالة الوحيدة، ففى عام 2017 ، انتحر أكثر من 150 شخصا فى فنزويلا نتيجة للاكتئاب، وهو أعلى معدل للسنوات الثلاثين الماضية فى هذا البلد، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن هناك أكثر من 1.3 مليون شخص يعانون من الاكتئاب فى فنزويلا ، أى 4.2% من السكان.
وفى أبريل الماضى ، كان سيبولفيدا المشرف على احد المشاريع للمعهد الوطنى للرياضة ، وهو كيان حكومى فنزويلى ، وعانى من مرض باركنسون (اضطراب اكتئابى حاد) ولم يحصل على الادوية اللازمة لعلاج المرض ،مما أدى به فى النهاية الى الانتحار.
وتشير الطبيبة النفسانية بليندا لابرادور إلى أن حالات المرضى الذين يعانون من الاكتئاب زادت فى السنوات الست الأخيرة، مشيرة إلى أن الأزمة الاقتصادية والإنسانية التى تمر بها فنزويلا تقود شعبها إلى اتخاذ قرارات يائسة مثل إنهاء حياته الخاصة.
ووفقا لتقرير نشرته الصحيفة المكسيكية فإن التوقعات الاقتصادية لا تزال غير مشجعة ، فوفقا لصندوق النقد الدولى من المتوقع أن التضخم الجامح سيصل الى أكثر من 13 ألف %، ولا يملك معظم الفنزويليين ما يكفى من الراتب لتغطية نفقاتهم الخاصة ولم يتحمل ادولفو سيبولفيدا مثل العديد من الفنزويليين الآخرين ، من تحمل ضغط عدم قدرته على دفع ثمن مرضه ، ولهذا السبب انتحر.
ووفقا لاتحاد الصيدلانى الفنزويلى Fefarven فإن 80% من الفنزويليين يعانون من أمراض نفسية وهناك حالات تصبح أكثر خطورة مع نقص الادوية النفسية، ويفضلون الانتحار.
أما عالمة النفس الفنزويلية فيرونيكا ريفيرا فقالت إن "أولئك الذين يقعون فى الاكتئاب لا يشعرون بالقدرة على الاستجابة لجميع المطالب التى تنشأ وتتولد من الأزمة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التى تؤثر على المزيد من الفنزويليين بهذا النوع من الفوضى.
وأضافت " الكثير من الفنزويليين الآن ينتابهم شعور بأنهم لا يحققون أهدافهم ، حتى أصبحوا لا يدركون ماذا يفعلون ، والوضع الحالى يجعلنا نرى أشياء مختلفة عن بقية العالم، والعديد من الاضطرابات النفسية فى فنزويلا تغيرت بسبب الوضع الحالى.
وفيما يتعلق بالاكتئاب وعلاقته بالانتحار ، أشارت ريفيرا إلى أنه بالنسبة للشخص لاتخاذ هذا القرار ، يجب على الأقل واحد من هذه العوامل الثلاثة يفشل فى عقله: شبكات الدعم (الأسرة أو الأصدقاء) ، والقوة الشخصية و القدرة على مواجهة المشاكل ".
وأشارت الصحيفة إلى أنه ليس فقط قصة انتحار أدولفو سيبولفيدا التى انتشرت فى وسائل الاعلام، ولكن أيضا هناك حالتى انتحار بسبب نقص الأدوية ، منهم الصحفى اليخاندرو كانيزاليز ، الذى عثر عليه ميتا فلا 7 أبريل، وفي نفس اليوم نفى الوزير لوبيز نقص الأدوية، اما الحالة الثانية ، فهو الموسيقار المعروف كارلوس فيرنانديز برادا، الذى ايضا اصاب بالاكتئاب بسبب الوضع الخطير الذى عاشه فى فنزويلا وفقدان زوجته بسبب نقص الادوية.