متحف اللوفر أبوظبى يعلن موعد عرض لوحة "سلفاتور مندى" لـ ليوناردو دافينشى

الأربعاء، 27 يونيو 2018 12:25 م
متحف اللوفر أبوظبى يعلن موعد عرض لوحة "سلفاتور مندى" لـ ليوناردو دافينشى لوحه سلفاتور مندى - المسيح
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أعلنت دائرة الثقافة والسياحة أبوظبى، أنه سوف يتم الكشف عن لوحة "سلفاتور مندى"، منقذ العالم، للفنان العالمى ليوناردو دافنشى فى متحف اللوفر أبوظبى يوم 18 سبتمبر 2018، والتى تم اقتناؤها من قبل دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبى العام الماضى، وتمثل بذلك أحدث إضافة فنية إلى مجموعة المقتنيات الثقافية الخاصة بإمارة أبوظبى.

وأشارت دائرة دائرة الثقافة والسياحة أبوظبى إلى أن أهمية وشهرة هذه لوحة "سلفاتور مندى" الفنية تعود إلى كونها واحدة من أقل من عشرين لوحة معروفة لأهم رسامى النهضة الإيطالية، وآخر عمل فنى يتم اقتنائه لأشهر فنان فى التاريخ.

وقال محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة أبوظبى، فى بيان صحفى: تعكس لوحة سلفاتور مندى جوهر السرد المتحفى للوفر أبوظبى، وكذلك مهمة أبوظبى فى نقل رسائل التسامح والسلام وقبول الآخر إلى سائر العالم.

وأضاف خليفة المبارك: هى فرصة لقاطنى أبوظبى وزوارها من جميع أرجاء العالم لمشاهدة تلك التحفة الفنية التى تتمتع بقيمة ثقافية عالمية كبيرة هنا فى اللوفر أبوظبى، فبعد أن كانت بعيدة عن الأنظار لفترة طويلة فى ملكية خاصة، فإننا نعيد تقديمها اليوم هدية من أبوظبى للعالم، لتصبح بذلك ملكاً لكل من سيحظى بفرصة الوقوف أمامها وتقدير إبداع وبراعة ليوناردو دافينشى.

لوحه سلفاتور مندى المسيح
 

وتابع خليفة المبارك: كان دافنشى عبقريًا حقيقيًا ومن بين أكثر الفنانين نفوذاً فى التاريخ، ولا يقتصر الأثر الذى تركه فى عالم الفن فحسب بل فى مجال العلوم أيضًا، فقد تجاوزت نباغته ونزعته الفنية الحدود الجغرافية والزمنية فضلاً إلى جرأته فى الخروج عن المعتاد والتقليدى وطرح أفكار ومعايير فنية جديدة ومبتكرة آنذاك، ملهماً بذلك أجيالاً من الفنانين من بعده. وحتى يومنا هذا، لا يبدو بأنه يوجد أى اسم آخر يرمز لعصر النهضة ويجسد جوهره مثل اسم ليوناردو دا فنشى.

وأضاف المبارك: تعتبر لوحته سلفاتور مندى فصلاً مهماً فى تاريخ الفن، فهى تقدم رؤية شاملة لإبداعاته بمثابة أحد أهم الفنانين فى التاريخ، إضافة إلى أنها ستلعب دوراً محورياً فى السرد المتحفى للوفر أبوظبى لما تجسده من لحظة تحول فارقة فى تاريخ الفن، ساهمت فى إنارة الطريق للمجتمع فى ذلك العصر.

هذا ويعود تاريخ لوحة سلفاتور مندى لما يزيد عن 500 سنة (1490-1515)، وهى لوحة زيتية رُسمت على خشب الجوز تصور المسيح كمنقذ للعالم، وهو يواجه المشاهد، فيما يرتدى ثوباً باللون الأزرق السماوى والقرمزى، ويمسك بيده اليسرى كرة زجاجية فيما يشير بيده اليمنى إلى إشارة النعمة كما لو أنها يبارك بكل مشاهد يزوره.

ويعتقد أن اللوحة تجمع بين لوحتى الفنان الشهيرتين "لابيل فرونيير" المعروضة حالياً فى متحف اللوفر أبوظبى وموناليزا المعروضة فى متحف اللوفر الباريسى بطريقة معاصرة.

 

يعتبر ليوناردو دافنشى اليوم الرمز الأبرز لعصر النهضة، ففضوله اللامتناهى عادل قدرته على الإبداع، وعبقريته كمنت فى جمعه بين عشرات العلوم بما فيها علم التشريح والجيولوجيا والرياضيات والهندسة والمسرح والبصريات وغيرها الكثير. ففى لوحة سلفاتور مندى، تظهر خبرة دافنشى فى البصريات واضحة من خلال رسمه للكرة الزجاجية بدقة علمية جميلة، حتى أنه تظهر على الجزء السفلى الأيمن منها ثغرات دقيقة ذات أشكال غير متساوية كالتى تميز البلور.

وقال سيف سعيد غباش، وكيل دائرة الثقافة والسياحة أبوظبى: ما زالت لوحة سلفاتور مندى التى يتجاوز عمرها الخمسمائة عام تتمتع بحضور لافت وتتميز بغموضها الذى يكتنف أعرق أعمال ليوناردو دافينشى. لقد ترك الفنان بصفته أحد أعظم الرسامين والمفكرين فى التاريخ بصمته فى مجالات عدة صاغت شكل العالم الحديث، وتلعب أعماله بالتالى دوراً مهماً فى تعزيز السرد المتحفى لمتحف اللوفر أبوظبى التى تلخص تاريخ البشرية عبر الفن. وسيتسنى لنا ترسيخ لحظة مهمة فى التاريخ تركتها لنا عبقرية دافنشى المبدعة من خلال عرض هذه الأيقونة، ومشاركتها مع العالم لإلهام الأجيال القادمة والقادة الثقافيين ورواد الفكر على مر العصور.

وأضاف "غباش": تعتبر لوحة سلفاتور مندى من أهم الاكتشافات الفنية فى التاريخ الحديث إذ إنها الاكتشاف الأول للوحة من رسم الفنان ليوناردو دافنشى منذ عام 1909، حين نُسبت لوحة "بينوس مادونا" الموجودة حالياً فى متحف "إرميتاج" فى سانت بطرسبورغ إليه، وقد أثار الكشف عن العمل الفنى قبل بيعه فى مزاد كريستيز فى نيويورك اهتماماً عالمياً.

ويشار إلى أن أكثر من 27 ألف شخص شاهد اللوحة خلال جولتها عبر هونغ كونغ ولندن وسان فرنسيسكو ونيويورك، مسجلةً بهذا رقماً قياسياً من حيث عدد مشاهدات العمل الفنى الفردى قبل بيعه وفقاً إلى دار كريستيز للمزادات.

ويرجح بأن اللوحة قد تم إنجازها للعائلة الملكية الفرنسية قبل أن تشتريها الملكة هنرييتا ماريا لإنجلترا عندما تزوجت الملك تشارلز الأول، وكانت مدرجة فى مجموعة الملك تشارلز الأول (1600-1649) إذ سُجلت فى لائحة مخزونات المجموعة الملكية. وأعيد اكتشاف لوحة "سلفاتور مُندي" التى اعتُقد أنها أتلفت عام 2007، عندما جرى ترميمها على يد دايان دواير مودستينى، الخبيرة والباحثة الكبيرة فى برنامج "كريس" لصون اللوحات فى معهد الفنون الجميلة فى جامعة نيويورك. ومنذ إكمال مرحلة الترميم الأولى عام 2007، درست جهات مختصة بالفنان ليوناردو دافنشى اللوحة ونسبتها بشكل لا لبس فيه إلى أهم رسام فى عصر النهضة وأحد أبرز رموز تاريخ الفن.

بعد كشف النقاب عن عرض لوحة سلفاتور مندى وعرضها فى متحف اللوفر ابوظبى، سيتم إعارتها إلى متحف اللوفر فى باريس لتمثل جزءاً من معرض خاص بأعمال ليوناردو دافنشى خلال الفترة من 24 أكتوبر 2019 إلى 24 فبراير 2020، ومن ثم ستعود أيقونة دافنشى إلى أبوظبى ليتم عرضها مجدداً للجمهور فى اللوفر أبوظبى.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة