أحمد الشرباصى.. الشيخ الذى كتب للسينما والمسرح.. أوصى الأزهر بدراسة السينما واستغلالها.. رفض تجسيد شخصيات الأنبياء.. وقدم روشتة لإنقاذ الشاشة المصرية من "الاحتضار".. وتمنى لو "تفنن رجل الدين وتدين رجال الفن"

الأحد، 03 يونيو 2018 04:00 م
أحمد الشرباصى.. الشيخ الذى كتب للسينما والمسرح.. أوصى الأزهر بدراسة السينما واستغلالها.. رفض تجسيد شخصيات الأنبياء.. وقدم روشتة لإنقاذ الشاشة المصرية من "الاحتضار".. وتمنى لو "تفنن رجل الدين وتدين رجال الفن" الشيخ الشرباصى
كتبت سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى ندوة لمناقشة أوضاع السينما المصرية والحديث عن أحوالها وكيفية النهوض بالفيلم المصرى عام 1957، وقف الشيخ أحمد الشرباصى الأستاذ بالأزهر والرائد العام لجمعيات الشبان المسلمين آنذاك، ليلقى محاضرة فى هذا الموضوع ويتحدث عن أسباب تدهور الفيلم المصرى وطرق النهوض به. هذا المشهد غير المألوف لأستاذ فى الأزهر يناقش أحوال السينما لفت أنظار محرر مجلة الكواكب، وأجرى معه فى وقتٍ لاحق حوار مثير مع "أول شيخ يكتب للسينما".
 
 
وفى بداية الحوار الذى نشرته المجلة فى عددها الصادر يوم 2 أبريل 1957 والموافق 2 رمضان 1376 هـ وحصلنا عليه من مكتبة الأرشيفجى محمد صادق، أوضح الشيخ الشرباصى، أن اهتمامه بالسينما نابع من إحساسه بأنها تعد من أخطر وسائل التأثير فى نفوس الناس بمختلف طبقاتهم وثقافتهم مستشهدًا بـ"الجموع المتكاثرة أمام دور السينما كل يوم عدة مرات". مضيفًا: "لما كنت رجلاً مشتغلاً بالدعوة الدينية فقد رأيت من الخير أن أرقب هذا المؤثر الخطير عن قرب لعلنا نستطيع أن نستغل منه جوانب الخير فى توطيد دعائم الإيمان والأخلاق". مشيرًا إلى أنه طالع القليل من الكتب عن السينما، وأنه كتب للسينما ويشاهدها أيضًا.
 
الشيخ الشرباصى وحوار المجلة
الشيخ الشرباصى وحوار المجلة
 
وكشف الشيخ الشرباصى، أنه اشترك فى إعداد فيلم "خالد بن الوليد" حيث جمع معلوماته التاريخية واشترك فى لجنة السيناريو وكتب الحوار بالاشتراك مع الكاتب والصحفى والمؤلف عبدالعزيز سلام. كما كتب عدة مسرحيات دينية تم تمثيلها على مسرح جمعية الشبان المسلمين والأوبرا وأذاعتها الإذاعة المصرية.
 
الشيخ الشرباصى وبوستر فيلم خالد بن الوليد
الشيخ الشرباصى وبوستر فيلم خالد بن الوليد
 
ولم يستبعد الشيخ الشرباصى، أن يكتب للسينما بعيدًا عن الأفلام التاريخية أو الدينية بشرط أن يؤمن بفائدة الموضوع فى خدمة المجتمع واستنكر أن يكتب عن "قصة غرامية" وقال "أنا رجل متزوج ولى أولاد".
 
 
وكان الشيخ الشرباصى (1918- 1980) رجل دين وخطيب من مواليد البجلات فى مركز دكرنس بالدقهلية، تخرج فى كلية اللغة العربية ثم عمل مدرسًا فى وزارة المعارف وبعدها فى معهد الزقازيق الأزهرى وانتقل بعدها إلى معهد القاهرة ثم معهد سوهاج، ثم أمينًا للجنة الفتوى فى الأزهر.  وألف الشيخ الشرباصى أكثر من 20 كتابًا فى مباحث الدين والتاريخ والأدب والاجتماع.
 
 
وتطرق الحوار إلى اهتمام الأزهر بالسينما، وقال الشيخ الشرباصى: "إننى أرى أنه من الخير أن يعنى الأزهر عناية كبرى بدراسة السينما لاستغلالها فى بث التعاليم الدينية والأخلاقية وإذا ظل الأزهر على الحياد فى موضوع السينما فسيفوته توجيه هذه الأداة الخطيرة نحو ما يريده من اتجاه الأمة نحو الخير والرشاد. وأرى أن يؤلف الأزهر لجنة لدرس هذا الموضوع ليحدد موقفه من استخدام السينما فى نشر رسالته"، وتابع "إذا تفنن رجل الدين وتدين رجل الفن التقيا فى منتصف الطريق لخدمة العقيدة السلمية والفن".
 
 
الشيخ الشـرباصى
الشيخ الشـرباصى
 
وأيد الشرباصى، بشدة إنتاج الأفلام الدينية وقال: "أطالب بأن يكون للفيلم الدينى نصيبه اللائق بجلالة وسمو مكانته، حتى نستطيع عن طريق الشاشة بث التعاليم الدينية ونشر مفاخر الإسلام وأعتقد أن الفيلم الدينى يجب أن يستحوذ على أكبر نصيب من عناية السينمائيين فقد غزانا الغرب بأفلام دينية كبيرة استخدمت فيها كل وسائل التأثير والروعة وشهدتها الملايين ولو وفق الله العرب والمسلمين لإخراج أفلام دينية تكون خير عوض عن هذا الطوفان الغربى المتلاحق... ويجب أن تجند لإنتاج الفيلم الدينى كل الوسائل الممكنة التى تكفل نجاحه حتى يخرج صورة صادقة لجلال الدين وجماله". ولكنه رفض بشكل قاطع ظهور شخصيات الأنبياء والخلفاء الراشدين على الشاشة مهما توافرت الإمكانيات.
 
 
وحذر الشيخ الشرباصى فى حواره من أن السينما المصرية تحتضر وحذر من أن يأتى اليوم الذى تصبح فيه هذه الصناعة فى خبر كان، وأن يتجه الجمهور للأفلام الأجنبية". 
 
 
واقترح الشرباصى العديد من الحلول لتحسين أوضاع السينما المصرية على رأسها تكتل شركات الإنتاج والاكتفاء بأربعة أو خمسة شركات برأس مال ضخم للإنفاق بسخاء على الأفلام، ثم التدقيق فى اختيار القصة السينمائية ودراستها دراسة وافية من كل النواحى، وأشار إلى ضرورة إعادة النظر فى أجور المؤلفين وكتاب القصة.
 
 
ولإصلاح أوضاع السينما المصرية نصح كذلك بأن يشعر جميع العاملين فى الحقل السينمائى بالمسؤولية الواقعة عليهم، وأن تتدخل الدولة "بشكل حكيم" للحد من منافسة الفيلم الأجنبى للفيلم المصرى".
 
 
وقال الشيخ الشرباصى إنه لا يذهب للسينما كثيرًا ولا يذهب إلا من أجل الأفلام التى يعرف أنها تستحق المشاهدة وأضاف "من المؤسف أن أغلبها أفلام واردة من الخارج وقد لاحظت أن كثيرًا منها لا تدور حول الجنس أو المرأة أو تعليم المشاهدين وسائل الانحراف بل على العكس تعرض موضوعات نفسية واجتماعية وتاريخية مع وقار أتمنى أن يتوافر فى كثير من أفلامنا المصرية". 
 
 
وانتقد فى الأفلام المصرية تشابه موضوعاتها وإقحام الأغنيات والرقصات دون مناسبة، واعتمادها على الجنس وإثارة الغرائز، وقصورها فى اللحاق بركب السينما العالمى وضعفها فى المناظر وفقرها فى التكاليف.
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة