وافق صندوق النقد الدولى على حصول مصر على الشريحة الرابعة بقيمة 2 مليار دولار من قرض الصندوق البالغ إجماليه 12 مليار دولار، علي ضوء تقرير بعثة الصندوق الصادر منتصف مايو الماضي عقب نجاح مراجعتها الدورية الثالثة للاصلاحات المصرية.
وقال الدكتور محمد معيط، وزير المالية، اليوم الجمعة، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إنه من المتوقع أن تصل الشريحة الرابعة من قرض صندوق النقد الدولى، الأسبوع المقبل، وبقيمة 2 مليار دولار، على أن تدخل أرصدة الاحتياطى من النقد الأجنبى لدى البنك المركزى المصرى، ويتم منح المقابل بالجنيه المصرى لحسابات وزارة المالية، وبسعر صرف الدولار أمام الجنيه المصرى.
وقاد فريق وزارة المالية التفاوض مع صندوق النقد الدولى، عن طريق فرق فنية متخصصة بالوزارة، حيث تنفذ الحكومة المصرية إصلاحات هيكلية جريئة تتمثل فى تحرير سعر الصرف وخفض العجز فى الموازنة العامة للدولة، كنسبة إلى الناتج المحلى الإجمالى، وإعادة هيكلة منظومة الدعم، وتطبيق حزمة من برامج الحماية الاجتماعية تمتص أثر البرنامج الاقتصادى على المواطنين، وتطبيق ضريبة القيمة المضافة، وإصلاح المنظومة الضريبية ورفع كفاءتها والسيطرة على الدين العام.
وعقد المجلس التنفيذى لصندوق النقد الدولى، اليوم الجمعة، اجتماعًا بمقر الصندوق بالعاصمة الأمريكية واشنطن، تضمن بحث ومناقشة المراجعة التى تمت لما تحقق من البرنامج الاقتصادى لمصر.
وأكد الدكتور محمد معيط وزير المالية، فى بيان صحفى، أن صرف الشريحة الرابعة للقرض تأتي في ضوء التطورات الاقتصادية الايجابية التي تشهدها مصر ونجاح الحكومة المصرية في تنفيذ البرنامج المصري للاصلاح الاقتصادي والاجتماعي وما يحققه من نتائج قوية خاصة علي صعيد استعادة الاستقرار المالي وتحسن معدلات النمو وتحرير قوي الاقتصاد الكامنة.
واشار انه بتسلم تلك الشريحة ترتفع قيمة ما حصلت عليه مصر حتي الان من صندوق النقد الدولي الى 8مليارات دولار، تم توجيهها الى تقوية الوضع المالي للاقتصاد المصري وسد فجوة التمويل التي عاني منها الاقتصاد، مما اسفر عنه تحسن واضح في الاوضاع المالية وتراجع احتياج الدولة من التمويل الخارجي حيث عاود الاقتصاد المصري توليد موارد كبيرة من النقد الاجنبي مرة اخرى.
ومن جانبه اكد احمد كجوك نائب وزير المالية للسياسات المالية ان تحسن الاوضاع المالية يؤكده اداء ميزان المدفوعات الذي واصل تحقيق فائض مالي بقيمة 10.96 مليار دولار في التسعة اشهر الاولي من العام المالي 2017/2018، واستمرار تحسن اداء الميزان الجارى حيث تراجع عجزه بنسبة 57.5% مسجلا عجزا بقيمة نحو5.2 مليار دولار طبقا لما اعلنه البنك المركزي مؤخرا.
واوضح ان هذا التحسن ظهر ايضا في اوضاع الموازنة العامة للدولة التي حققت قفزة في ادائها خلال العام المالي 2017/2018 لم نشهدها منذ عشر سنوات خاصة فيما يتعلق بتحقيق الميزان الاولى فائض قدره 1. 0% من الناتج المحلي الاجمالي واستهداف زيادة معدل تلك النسبة خلال السنوات المقبلة بما يسهم في استمرار خفض العجز الكلي للموازنة .
وقال كجوك ان تحرك الاقتصاد المصري وتحسن الاداء المالي ظهر بوضوح ايضا في تحقيق طفرة في الايرادات الضريبية التي ستتجاوز الربط المستهدف له حيث نتوقع تحقيق ايرادات ضريبية بنسبة 104% من الربط المستهدف، وبزيادة كبيرة عن المتحقق العام المالي السابق.
واكد ايضا ان إشادة صندوق النقد الدولي بأوضاع الاقتصاد المصري تعد شهادة ثقة ورسالة مهمة لمجتمع الاستثمار في مصر وخارجها بمواصلة واستكمال خطط الاستثمار بمصر ومشاركة المستثمرين في هذا النجاح الاقتصادي.
وأوضح د.معيط وزير المالية ان وزارة المالية تلمس اداء قوي فى الاستثمارات الاجنبية حيث بلغ حجم استثمارات الاجانب فى الاوراق المالية نحو19 مليار دولار بنهاية مايو الماضى، ونأمل في تحرك مماثل علي صعيد محفظة الاستثمارات المباشرة في القطاعات الصناعية والخدمية والزراعية بمصر.
كما اشار ايضا ان وزارة المالية انتهت من وضع خطة للاصلاحات الضريبية حتي عام 2022 تستهدف تعزيز الايرادات العامة بنسب كبيرة مع الاتجاه لتبني منظومة الميكنة والتحول الرقمي في اعمال دورة التدفقات المالية الحكومية بما يهدف تعزيز منظومة الشمول المالى .