تصاعدت موجة الغضب العالمية والعربية ضد نجم منتخب الأرجنتين وفريق "برشلونة" الإسبانى، ليونيل ميسى، بسبب دعمه لدولة الاحتلال الإسرائيلى وتأيده لخطواتها الاستيطانية وممارساتها القمعية ضد الشعب الفلسطينى الأعزل، ولقيادته فريق بلاده للعب وديا مع المنتخب الإسرائيلى يوم 9 يونيو المقبل بمدينة القدس المحتلة.
ودعت حملة مناهضة لإسرائيل فى الأرجنتين اتحاد كرة القدم الأرجنتينى لإلغاء المباراة الودية مع إسرائيل، حيث أرسلت الحملة خطابا لاتحاد الكرة بالأرجنتين، وقعت عليه "اللجنة الأرجنتينية للتضامن مع فلسطين"، وطالبت فيه بإلغاء المباراة قبل أقل من أسبوع على انطلاقة مونديال روسيا.
منتخب الارجنتين
وطالب الخطاب وفقا لوسائل إعلام إسرائيلية، بـ"إلغاء اللقاء تضامنا مع قيم الشعب الأرجنتينى تجاه الشعوب ضحايا الظلم والتمييز والإبادة"، فيما أطلقت الحملة على موقع "تويتر" هاشتاج باسم "لا تذهبى يا أرجنتين".
الجامعة العربية تطالب بالتراجع
فيما عبرت جامعة الدول العربية، عن رفضها مشاركة منتخب الأرجنتين فى مباراة مع المنتخب الإسرائيلى والذى تحاول الحكومة الإسرائيلية إقامتها بالقدس المحتلة، وتحديدًا فى قرية "المالحة" إحدى الـ 500 قرية فلسطينية التى دمرها الاحتلال خلال النكبة الكبرى عام 1948 وهى أرض فلسطينية محتلة وفقاً للقانون الدولى.
وطالبت الجامعة العربية وزير التعليم والرياضة الأرجنتينى، استيبان بولريتش، والاتحاد الأرجنتينى للكرة، بضرورة التراجع عن لعب المباراة التى تستغلها إسرائيل لأغراض سياسية ليس لها علاقة بالرياضة، بالإضافة إلى إضراراها بحقوق الشعب الفلسطينى التى كفلتها المواثيق الدولية.
هدف سياسى
وأكد البيان الصادر عن الجامعة العربية أن سلطات الاحتلال تهدف من هذا اللقاء تضليل الرأى العام الأرجنتينى من خلال ترويج المدينة باعتبارها "القدس الموحدة للشعب اليهودى" وتستغله لتمرير سياسة الضم غير القانونى للقدس، مشيرًا إلى أنه يتزامن هذا للقاء الكروى فى نفس الوقت الذى تحيى فيه إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) الذكرى الـ 70 لقيامها، وهو الموعد الذى يحيى فيه أيضاً الشعب الفلسطينى ذكرى نكبته الأليمة ويدفع أبناؤه أرواحهم فداء وتضحية لتشبثهم بأرضهم، من خلال تعرضهم لأبشع أنواع لانتهاكات والجرائم الإسرائيلية المتصاعدة بحقهم.
ميسى امام حائط البراق
واستنكر البيان، ما يقوم به الاتحاد الإسرائيلى لكرة القدم من تسييس واضح لرياضة كرة القدم، وإقامة المباراة على أرض عربية لا زالت تحتفظ بالعديد من معالمها أبنيتها العربية، وهو ما يُعد مخالفة صريحة للنظام الأساسى لـ" فيفا" الذى يمنع أن يلعب أى اتحاد كرة على أراضى اتحاد كرة آخر دون موافقته.
دعوات لحرق صور ميسى
فيما دعا رئيس الاتحاد الفلسطينى لكرة القدم جبريل الرجوب، الى حرق صور ميسى فى حال مشاركته فى المباراة الودية بين منتخب بلاده الأرجنتين وإسرائيل.
المنتخب الارجنتينى
وتحل الأرجنتين ضيفة على إسرائيل على ملعب تيدى فى مدينة القدس المحتلة فى 9 يونيو.
وقدم الرجوب، رسالة احتجاج الى الممثلية الأرجنتينية فى مدينة البيرة بالضفة الغربية، موجهة الى الحكومة الأرجنتينية واتحاد كرة القدم، داعيا بشكل خاص نجم نادى برشلونة الأسبانى لعدم المشاركة فى المباراة.
مطالب بمقاطعته
وقال الرجوب: "ميسى هو رمز للمحبة والسلام. نطالبه الا يكون جسرا لتبييض وجه الاحتلال"، مؤكدا أنه "ابتداء من اليوم سنبدأ حملة ضد الاتحاد الأرجنتينى نستهدف فيها ميسى شخصيا الذى يحظى بعشرات الملايين من المعجبين فى الدول العربية والاسلامية وسوف نستهدف ميسى ونطالب الجميع بأن يحرق القميص العائد له ويحرق صورته ويتخلى عنه".
ميسى بالقدس المحتلة
وتقام المباراة الخميس على ملعب تيدى فى القدس المحتلة والذى يتسع لـ 31733 متفرجا، وقد أعلنت الشركة الاسرائيلية المسئولة عن بطاقات المباراة، ان 20 ألف تذكرة نفذت بعد 20 دقيقة من طرحها للبيع.
وأبرز رئيس الاتحاد الفلسطينى حساسية إقامة المباراة فى القدس، وذلك بعد أقل من شهر على تدشين واشنطن سفارتها فيها فى أعقاب اعتراف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالمدينة المقدسة عاصمة لإسرائيل.
ميسى فى تل أبيب
وأوضح المسؤول الفلسطينى أنه تواصل مع أطراف عدة بينها رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم "الفيفا" السويسرى جانى إنفانتينو "فى محاولة لاقناع الاتحاد الارجنتينى بإلغاء المباراة لأن حدوثها يعتبر خرقا لقانون الأمم المتحدة وقرارات الأمم المتحدة وأيضا هو خرق لقوانين الفيفا".
واحتلت إسرائيل القدس عام 1967، واعلنت فى 1980 المدينة بشطريها عاصمتها الأبدية والموحدة فى خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولى ومن ضمنه الولايات المتحدة، ويعتبر الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.
ميسى فى إسرائيل
وكانت قد كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن والد النجم الأرجنتينى هو من دفع ابنه للوصول بالمنتخب الأرجنتينى للعب مع نظيره الإسرائيلى فى مدينة القدس المحتلة.
ميسى فى لقاء سابق مع شيمون بيريز
وتأتى هذه الزيارة فى الذكرى الـ 70 لاحتلال إسرائيل لأجزاء كبيرة من الأراضى العربية يوم 50 يونيو عام 1967، حيث تستعد تل أبيب لإقامة احتفالات ضخمة بهذه المناسبة من ضمنها استضافة النجم الأرجنتينى ومنتخبه.
وقال التليفزيون الإسرائيلى، فى تقرير بثه مؤخرا، إنه بعد نجاح المنتخب الأرجنتينى فى التأهل لكأس العالم فى روسيا، الذى سينطلق فى غضون أسابيع، اتصل والد "ميسى" بالمنظمين الإسرائيليين وقال لهم "ميسى يرغب فى الوصول إلى إسرائيل".
ميسى مع اليهود المتطرفين
وجاءت هذه الدعوة بدعم من وزيرة الثقافة ميرى ريجيف، بمناسبة إحياء ذكرى إسرائيل لاحتلالها الأراضى العربية، ووعدت أن أسعار تذاكر المبارة ستكون معقولة.
وأوضح الإعلام العبرى أن زيارات المنتخب الأرجنتينى لإسرائيل فى الماضى جلبت له التوفيق والحظ، ففى العام 1986 زار منتخب الأرجنتين إسرائيل للعب وديًّا، وفاز بكأس العالم الذى استضافته المكسيك، وفى 1990 زار إسرائيل ووصل إلى النهائى ليُهزم ضد ألمانيا، مشيرا إلى أن "ميسى" يرغب فى الذهاب إلى إسرائيل لجلب الحظ، على حد قوله.
ميسى مع نتانياهو وزوجته
ويعكف ميسى حاليا على حملة تسويق عالمية، يلتقط فيها الصور مع اثنتين من عارضات الأزياء الإسرائيلية لصالح هاتف ذكى من تطوير شركة إسرائيلية يمكن بواسطته دفع فواتير بصورة مضمونة.
زيارات متكررة
وسبق لميسى، زيارة إسرائيل عدة مرات، والتقى كبار المسئولين هناك، وحرص على التواجد عند "حائط البراق" – الحائط الغربى للمسجد الأقصى - وعدد من الأماكن المقدسة وابدى دعمه للاحتلال كما كان له لقاءات مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، والرئيس الإسرائيلى الأسبق شيمون بيريز.
ميسى
وكان قد بعث رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، رسالة خاصة لرئيس الأرجنتين، ناشده فيها بحث منتخب بلاده على الوصول إلى القدس، وكتب فى رسالته إن وصول الفريق للقدس له أهمية عظيمة، على خلفية احتفال إسرائيل بذكرى الخامس من يونيو 1967، وتعهد بأن تتكبد الحكومة تكاليف الحراسة والضيافة فى القدس.
وتكررت اللقاءات الودية بين المنتخين قبيل مونديال 1990 فى إيطاليا و1994 فى الولايات المتحدة، لكن الأرجنتين لم تتوج بطلة لأى منهما.