الحل فى ليبيا نفسها وليس فى باريس كما يعتقد إيمانويل ماكرون الذى لا يملك سوى التفاؤل، بينما يميل الوضع على الأرض إلى السيناريوهات المتشاءمة، والرئيس الفرنسى طرف فى الصراع الأوروبى المحموم على المصالح الاقتصادية فى ليبيا، وهذا يعنى أن الوضع السياسى لن يستقر إلا إذا تقاربت هذه المصالح وانتهى الصراع، وحينها أيضًا ستدفع ليبيا الثمن من تركيبتها السياسية والاجتماعية فى المستقبل، والضغط القادم من باريس سيصنع استقرارًا زائفًا وحراكًا مصطنعًا لا ينفى حالة الغليان بين الميليشات والقبائل وأصحاب النفوذ والسلاح، ونحن فى مصر نريد بشدة أن تهدأ الأوضاع فى الجارة الشرقية وتبدأ العملية السياسية، لكنها ليست بالشكل الذى يريده الأوروبيون الذين يحركهم إرث المصالح الاستعمارية القديمة، فيضغطون لإجراء انتخابات شكلية ينتج عنها مؤسسات مشوهة لا تعرف سوى بيع ثروات الأوطان.