رمضان كريم، وكل عام وأنتم بخير فى شهر الخير والتراحم والزكاة، فى هذا الشهر الفضيل تستحب الصدقات وأشكال التكافل الاجتماعى، فلا ينقص مال من صدقة، وطهارة الأموال فى الحق المعلوم المخصص للسائل والمحروم والمعوز والفقير وصاحب الحاجة والمأزوم، وإن لم يعلن بنفسه.
وكما تستحب فى هذا الشهر الفضيل الصدقات، وفعل الخير بكل أشكاله وألوانه، يسعى عدد من شياطين الإنس الذين لم يسلسلوا فى هذه الأيام المباركة إلى استغلال التوجه الطبيعى للناس والفطرة السليمة للواطنين فى فعل الخير وتوجيه زكاتهم للمحتاجين والمأزومين، إلى نشر إعلانات وبوستات على الـ«فيس بوك وتويتر» وغيرهما من مواقع التواصل الاجتماعى، فحواها أن فلانا مريضا بمرض خطير، ويحتاج إلى عشرين ألف جنيه تكاليف العلاج، أو أن فلانة توفى زوجها عن ابنة مريضة لا تجد العلاج، ومن لديه نية لإخراج زكاته يتصل على الرقم الفلانى، أو أن هناك شخصا فقيرا تعرض لحادث ويحتاج كذا أو أن هناك أسرة فقيرة تحتاج إلى مبلغ كذا لتزويج ابنتها، وعلى من يريد المساعدة التواصل على الإنبوكس، أو على رقم كذا.
تتعدد حالات الاستجداء باسم المحتاجين والمرضى والمأزومين على مواقع التواصل الاجتماعى حتى شكلت ظاهرة خطيرة، ودائما هناك رقم للتواصل أو متعهد أو متعهدة تجمع الأموال من الأبرياء الراغبين فى فعل الخير، وهم صادقون طبعا فى نواياهم الخيرة، لكن المتعهد أو المتعهدة التى تقوم بجمع الأموال من النصابين المحترفين تأكل الأموال سحتا فى جوفها ولا يصل منها جنيه واحد إلى أى محتاج أو مأزوم.
ومع تكرار وشيوع هذه الظاهرة التى يروج لها النصابون على مواقع التواصل الاجتماعى بهدف التكسب الحرام من وراء رفع شعار فعل الخير والتكافل فى شهر رمضان الكريم، علينا جميعا أن نوجه زكاتنا وصدقاتنا إلى المصارف المعلومة جيدا وأنها تعمل من أجل المحتاجين وأصحاب الحاجات والمأزومين والغارمين، وإلا فلنتصدق بها إلى من نعرفهم معرفة جيدة أنهم يحتاجون أموال الصدقات والزكاة، بدون وسطاء الخير المزيفين وبدون سماسرة الزكاة والصدقات على مواقع التواصل الاجتماعى الذين يستخدمون معسول الكلام والقصص المحبوكة لاصطياد الأموال، فهؤلاء نشالون الواقع الافتراضى الذين ابتلينا بهم فى آخر الزمن.
أنقل لكم خبرتى المتواضعة، فبعد أن شربت المقلب وتبرعت إلى من لا تستحق منذ شهر تقريبا، وجدت أنها تجدد البوست على الـ«فيس بوك»، واكتشفت بعدها ومن خلال التواصل معها عبر مجموعة من الأشخاص من طرفى أنها تحترف تلك اللعبة لكسب الأموال ببجاحة وبرود، وأنها ليست وحدها، بل هناك كثيرون مثلها استهوتهم اللعبة ماداموا يتكسبون من ورائها الأموال السهلة، اعتمادا على أن المصريين يسعون إلى مساعدة المحتاجين وأصحاب الحاجات والمأزومين فى السر، وأنهم يفضلون الأشخاص العاديين عن المصارف الرسمية، والحق أقول لكم، ابحثوا عن المصارف الرسمية، أو عمن تعرفونهم شخصيا، وتوجهوا إليهم بصدقاتكم، لأن حبال النصابين كثيرة، ووصلت إلى فضاء الـ«سوشيال ميديا»، ولن تستطيعوا كشفهم إلا بعد المرور بالتجربة، واكتشاف أنكم ضحية عملية نصب.
وكل عام وأنتم بخير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة