تنافس ربات المنزل فى رمضان غالبا ما يقتصر على رائحة الأكل النابعة من مطبخ كل منهن، وبخلاف النفس وطريقة العمل تأتى العطارة المستخدمة فى الأكلات على رأس قائمة أسباب انتشار الرائحة الطيبة من مطبخ ربة المنزل أيا كانت الأكلة المحضرة.
وعلى بعد خطوات من مسجد الحسين تجد الحاج محمد مسعد يجلس بين الروائح المنبعثة من أكوام البضاعة التى ملأت محله، فبضاعته تعتمد عليها كافة البيوت المصرية ولم تفرق بين غنى وفقير، فالكل لا يستطيع الاستغناء عنها، فهى العطارة بكافة أنواعها، فما من مطبخ إلا وتجد به أنواع وأشكال مختلفة تناسب جميع الأكلات لتعطى رائحة ذكية ونكهة مميزة، ليكون شعاره "يا روائح الطبخ الجميل هفهفى".
جلس محمد مسعد ليتحدث عن تجارته التى اعتمد عليها منذ نعومة أظافره وتعلمها من والده الذى تعلمها من جده لتظل المهنة تركة العائلة لأبنائها وأحفادها ليفتخر أمام الجميع أنه أقدم بائع عطارة مهمته بيع المذاق والنكهة للمواطنين ليستطعموا الأكلات ولو كانت طبق فول وقطع طعمية.
استطاع الحاج محمد أن يوسع من نشاط تجارته ليدخل فى سباق الاستيراد ليوفر فى محله كافة أنواع العطارة بأرخص الأسعار رأفة بالمواطنين بدلا من أن تظل أسعار العطارة المستوردة تحت رحمة المستورد، ومثلما يستورد بضائعه يبحث عنه الأجانب من دول مختلفة ليصدر لهم كميات من العطارة بكافة أنواعها ويصبح على رأس قائمة المستوردين والمصدرين وتجار العطارة فى مصر.
أما عن الأسعار فأكد أن هناك بعض الأنواع ارتفعت بشكل كبير الفترة الماضية وعلى رأسها الحبهان الذى كان يباع بقيمة 120 جنيها ليصل سعره حاليا 300 جنيه والمستكة وجوزة الطيب كانت من الأنواع التى تضاعفت سعرها رغم سعرها المرتفع فى الأساس، وهو السبب الذى جعل الطلب على هذه الأنواع يقل إلى حد كبير.
وهناك أنواع يتحدد سعرها حسب كمية المحصول منها الفلفل الأسود وهو من الأنواع المهمة التى لا غنى عنها فى أى مطبخ فكان يباع منذ أشهر معدودة بسعر 160 جنيه ليصل حاليا إلى 100 جنيه وذلك لزيادة كمية المحصول فى البلاد التى نستوردها منه وبالتالى انخفض سعره بشكل كبير.
وتطرق حديثه إلى شهر رمضان والذى ازداد الطلب على البهارات بشكل كبير والخلطات وذلك لاهتمام المصريين بتحضير طعام يومى وكثرة العزومات خلال الشهر الكريم، ولعل من أكثر الخلطات التى زاد عليها الطلب حاليا خلطة المحشى نظرا لأن المحاشى بصفة عامة من الأطباق الرئيسية فى مائدة رمضان.
أما المكسرات فأصبحت من المحظورات بعد ارتفاع أسعارها بشكل كبير فاستغنى المواطنين عن شراءها لصنع الحلوى فى المنازل واستبدلها الكثيرون بالفول السودانى قائلا "حاسس إن المكسرات مكتوب عليها ممنوع الأزأزة أو اللمس من كتر ما هى مركونة ومحدش بيشتريها".