بصوته الرنان وكلماته المسجوعة ينادى على الأهالى ليذكرهم بما لديهم من أشياء قديمة يستطيعون الاستغناء عنها، فهو تاجر الروبابيكيا الذي علقت كلماته فى أذهان الكثير من الأجيال الماضية.
كان ينتظر مروره الكثيرون ليتخلصوا من الكراكيب المنتشرة هنا وهناك، لم يكن يعلم أحد مصير الأشياء التى يجمعها من الأهالى فلقد عفا عليها الزمن ولا يستطيع أحد استخدامها مرة أخرى فما فائدة عمله؟ وهو السؤال الذى راود الكثيرون إلا أن الحاج محمود عفيفى صاحب محل بيع الانتيكات بربع السلحدار بمنطقة خان الخليلى والذى امتلأ محله بالأنتيكات التى يرجع عهد الكثير منها إلى أكثر مائة عام.
ويؤكد لـ"اليوم السابع" أن مصدر كل هذه الأنتيكات هى تجارة الروبابيكا فكان يتعامل مع تجار الروبابيكيا ويشترى منهم ما يصلح للاحتفاظ به أيا كانت حالته ويخزنها سنوات طويلة لتظهر بعد ذلك على هيئة أنتيكا وتباع بآلاف الجنيهات سواء للأجانب أو المصريين المهووسين بالأنتيكا.
وعن المهنة المندثرة أكد أنه رغم اختفاء تجارة الروبابيكيا السنوات القليلة الماضية إلا أن السوشيال ميديا لعبت دورها بمهارة فتمكنت بسهولة شراء كل ما احتاجه من سلع تصلح أن تكون أنتيكات من صفحات الـ"فيس بوك" لبيع وشراء الأشياء القديمة وهى أشبه بالروبابيكيا ولكن بدلاً من أن كان التاجر ينادى بنغمة تداعب الأهالى تحولت بأن نداعب فارة الحاسوب ونضغط على بعض الأزرار لنصل إلى هدفنا بسهولة.
وأضاف أن مهنته ورثها من أجداده الذين احتفظوا بأشياء عديدة بيعت بعد سنوات طويلة بمبالغ طائلة وهنا ما تبقى منها ويرتفع سعرها يومًا بعد يوم كلما ظهرت وسائل أكثر تطورا، فعلى سبيل المثال الهواتف فكلما ظهرت هواتف حديثة ارتفع سعر الهواتف القديمة التى تملأ محله بأشكالها المختلفة التى لم يرها الأجيال الحالية إلا من خلال أفلام الأبيض والأسود لتباع الهواتف التى كان ثمنها قديما جنيهات معدودة بمئات بل آلاف الجنيهات حاليًا.
وما إن دخلت محله الصغير بربع السلحدار إلا وتجد الكثير من الأنتيكات منها ما تتذكر وجود شبيهها فى منزل عائلتك وأجدادك وأخرى لم ترها إلا على شاشة تلفازك ولم يخطر ببالك أنها تعرض بآلاف الجنيهات، فالهواتف الأقراص والجرامافون وساعات الحائط بأشكالها المتعددة والكاميرات كل هذا وأكثر تجده حصيلة تجارة الروبابيكيا يعرض للبيع كأنتيكات باهظة الثمن.
كاميرا
كاميرا
مكحلة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة