انتهت اللجنة المعنية بوضع خطة البرلمان العربى لرفع اسم دولة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب من اجتماعها، برئاسة مشعل بن فهم السلمى رئيس البرلمان العربى، وبحضور وفد رفيع المستوى عن جمهورية السودان برئاسة أسامة فيصل وزير الدولة بوزارة الخارجية، وذلك لبحث الخطوات التنفيذية لخطة رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وعقب انتهاء الاجتماع عقد رئيس البرلمان العربى، الدكتور مشعل بن فهم السلمى مؤتمرا صحفيا مشترك مع أسامة فيصل وزير الدول بوزارة الخارجية السودانية للإعلان عن تحركات البرلمان العربى لرفع اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب - معلناً إنه تم وضع خطة تنفيذية وسوف يتم عرضها على جلسة البرلمان العربى الأربعاء المقبل، حيث سيتم مصادقتها والبدء فى تنفيذها.
وقال السلمى، إن هذه الخطة ليست سرية وستتم بالتنسيق مع الجامعة العربية، وبالشراكة مع البرلمان الإفريقى، وسوف يزور وفد من البرلمان العربى البرلمان الإفريقى لتصبح خطة مشتركة بين الجانبين، منوها بنجاح خطة منع إسرائيل من الترشح لمجلس الأمن كنموذج لنجاح التحركات العربية الجماعية.
وحصل "اليوم السابع" على الخطة، التى تنص على التواصل والتنسيق بين رئيس البرلمان العربى ورئيس لجنة السودان، ورئيس المجلس الوطنى السودانى، لتبادل المعلومات ووجهات النظر بشأن التقدم المحرز والمستجدات فى ملف رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب، وأفضل السبل لتحقيق أكبر قدر من الإنجاز بشأنه، وإعداد مذكرة تتناول الأضرار التى لحقت بالسودان جراء بقائه على قائمة وزارة الخارجية الأمريكية للدول الراعية للإرهاب منذ 1993 وحتى الآن، على الرغم من رفع كامل العقوبات الاقتصادية أحادية الجانب عن السودان.
كما تشمل المذكرة الدور الفاعل والمؤثر لدولة السودان على الساحة العربية والاقليمية والدولية فى محاربة الارهاب والجماعات التنظيمية الارهابية، والتقدم فى ملف حقوق الإنسان والاستعانة بتقارير لجنة حقوق الإنسان العربية" لجنة الميثاق" بشأن السودان، وجهود السودان بشأن إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين فى مناطق النزاعات، والتعاون مع المحيط الإفريقى والدولى فى محاربة الإرهاب، والجهود التى تقوم بها السودان لمكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر واستضافة السودان لأعداد كبيرة من اللاجئين من دول الجوار، والتعاون ضمن التحالف العربى لاستراد الشرعية فى اليمن، وجهود السودان فى مواجهة المشروعات الاقليمية للتدخل فى شؤون بعض الدول العربية، مثل المشروع الايرانى، بالاضافة إلى المسوغات والحجج القانونية التى تطعن فى بقاء اسم السودان على قائمة وزارة الخارجية الامريكية للدول "الراعية للارهاب" المدرج عليها من منذ عام 1993، وأحقية السودان فى استعادة اندماجه السياسي والاقتصادى على كافة المستويات العربية والاقليمية والدولية، لا سيما بعد قيام السودان بالعديد من الإصلاحات على المستوى الداخلى، والتى توجت بمخرجات الحوار الوطنى.
وتتضمن الخطة توجيه البرلمان العربى للمجتمع الدولى للتضامن مع السودان والمطالبة برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ومؤازرة الشعب السودانى وإزاحة الآثار السلبية التى تعرض لها جراء بقاء السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب لأكثر من 25 عاما وتعزيز هذا المطلب بمذكرة مرفقة بشأن جهود السودان فى مكافحة الإرهاب والجرائم العابرة للقارات، ومخاطبة الأمم المتحدة بمعالجة الآثار السلبية التى خلفتها العقوبات الاقتصادية على السودان والمواطن السودانى، وطلب تسهيل انسياب التمويل من مؤسسات التمويل الخارجى وتيسير شروطه وتسهيل التحويلات المصرفية من وإلى السودان ودعم مساعى إعفاء السودان من ديونه.
وتشمل الخطة مخاطبة رئيس مجلس النواب الأمريكى، لحث الحكومة الأمريكية على رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب تقديراً للدور الذى تقوم به السودان فى مكافحة الإرهاب، وقيام لجنة معنية بالبرلمان العربى لزيارة الكونجرس ولقاء بعض أعضائه.
ومن جانبه، قال السفير أسامة فيصل، وزير الدولة في الخارجية السودانية، إن اللجنة المختصة فى البرلمان العربى لرفع السودان من قوائم الدول الراعية للإرهاب، هى "دعوة صادقة من الأشقاء"، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على خطة يقوم بها البرلمان العربى من خلال علاقاته مع البرلمانات الدولية لحل الأزمة.
وأضاف فيصل فى المؤتمر الصحفى أنهم "اطلعوا البرلمان العربى على كل ما تم مع الجانب الأمريكى، وتم تكليف عضو البرلمان العربى عن البرلمان السودانى، وكذلك السفارة السودانية فى كل دول العالم".
وأكد فيصل أن هناك تدفقات استثمارية كبرى غير مسبوقة على السودان، وهناك خطة اقتصادية تواكب تلك التطورات، ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بكل تأكيد سيساهم فى تحسين البيئة لجذب المزيد من الاستثمارات.
