أحمد المالكى

واجب المصريين

الأحد، 01 يوليو 2018 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- التنازع والتفرق والتشتت وتنوع الاتجاهات والولاءات إن لم تسبب الهزيمة - لا سمح الله - فهى بلا ريب سبب فى تأخير النصر

 
كل يوم يمر على الإنسان يتعلم فيه درسًا جديدًا يقوى من عزيمته ويأخذ به إلى التقدم والرقى، ومما استفدته وأنا أقرأ الأيام الماضية «إننا لا نستطيع أن نُقْنع الأعداء بالكفِّ عن أذانا، كما لا نستطيع منع الثلوج من السقوط، ولكننا نستطيع أن نحصِّن أنفسنا من كيدهم، كما نستطيع أن نمنع سقوط الثلوج فوق رؤوسنا!».
 
وهنا بدأت أفكر جيدًا، هل من الواجب الشرعى والعرفى والوطنى أن نترك الدولة بكل قضاياها تعانى ما تعانى من البذل والعطاء والبناء ومحاربة الفساد والإرهاب فى جانب، ونحن فى جانب آخر نطالبها بكل ذلك دون أن يكون لنا جانب واضح ودور بارز فى مساندتها والاستعداد والإعداد لنهضة بلدنا؟!
وحينما نتكلم عن الإعداد، فليس معناه الدعة والركون والسكون دون إنتاج يُذكر فى كل باب من أبواب الحياة، فالإعداد والبناء عمليتان تراكميتان يمتزج فيهما البذل بالعطاء من جميع المصريين، لبناء دولة قويّة من خلال جميع المجالات، وهذا ما نراه الآن من القيادة السياسية بعد ثورة الشعب 30 يونيو، ثورة البناء والتصحيح، وبعد مرور 5 سنوات من ثورة الشعب، فقد تم كثير من الإنجازات على كل الأصعدة، ولكن لا ينبغى للشعب أن يغفل عن أنّ من تمام الإعداد والاستعداد والبناء، خوض التجارب والاستفادة من الإخفاقات ومقاومة أعداء مصر بالفكر وبوسائل التأثير كالإعلام وكالسياسة بحسب جهات البلد وتحدياتها.
 
فلنستمر فى الإعداد المتكامل والبناء لدولة قوية مع الصبر على ضريبة الإعداد والبناء، والاستعانة على النصر والصمود ومواجهة التحديّات بكل الوسائل ولو بشق تمرةٍ، والإيمان بالعلم النافع الشامل والعمل الصالح المتكامل يداً واحدة مع قيادة البلد، لمواجهة كل الأعداء والأشرار والأخطار، فطريق الإصلاح شاق وطويل، ويحتاج إلى تفهم كثير من المعادلات المعقدة.
 
ومصر بعد الثورة الشعبية 30 من يونيو تواجه عدوا شرسًا باع دينه ودنياه وهو الإرهاب «داعش»، والإرهاب لا دين له ولا وطن، وهو قديم حديث، تتغير أشكاله وأساليبه بتغير الزمان والمكان، ولكنه يظل دائماً مرتبطاً بالإنسان، بعيدًا عن عقيدته أو ملته أومذهبه الفكرى، ومن الخطأ نسبته إلى دين دون آخر، ومن هنا نقول: الإرهاب لا دين له.
 
وإن محاربة الإرهاب وجماعات التطرف والشر واجب مقدس يؤدى إلى طريق العزة، والكرامة، والفلاح، بل ورفعة الأمم، وحفظ الشعوب.
 
فالإرهاب خطره يتمثل فى ضرب الاقتصاد، وحصاد الأرواح، وزعزعة الاستقرار، وإيقاف عملية التنمية والإعمار التى بدأت بعد 30 من يونيو 2013م، ومن ثمّ تدمير المجتمع بأكمله.
 
والاستقرار والأمن الاجتماعى والسياسى من أهم مقومات التنمية بكل شمولها، وهذا أهم أهداف 30 يونيو، فبدون الأمن لا تكون هناك تنمية وتنهار الدول.
 
ومن ثمّ يجب القضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه، بل هو واجب شرعى، وما يقوم به الجيش المصرى والشرطة المصرية الآن من حرب  ضد الإرهاب والجماعات الإرهابية، إنما هو جهاد مقدّس، يجب على كل حر شريف أن يقف وراء جنودنا البواسل حتى يتم القضاء كليا على الإرهاب، وتتم التنمية والإعمار.
 
والمعركة ضد الإرهاب مستمرة، شاء الدواعش أم أبوا، معركة لا توجد فيها هدنة أبدًا، وليس هناك حل سلمى ما دام يعيث الإرهابيون فى الأرض فسادا. 
 
إنها المعركة الشاملة الباقية، حتى يتم النصر- بإذن الله –والقضاء على قوى الشر والإرهاب، وإعادة الأمن والاستقرار لشبه جزيرة سَيْنَاء خاصة ولربوع مصر عامة.
 
وإن الدول التى تساند الإرهاب وتقف وراءه وبكل قوة، مهما استعظموا، وملكوا من أموال، سيظل الوعد الربانى والحكم الإلهى العظيم- بإذن الله لنا-: ﴿ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ الصافات: 173.
 
لذلك يجب على كل مصرى حر أبى أن يقف وراء قيادته الحكيمة ووراء الجيش والشرطة مناصرًا ومؤيّدًا وداعيا الله لهم بالثبات والتأييد والنصرة والغلبة، كما أنه قد أصبح فرضًا شرعيًّا، وواجبًا ضروريًّا على جميع المصريين أن يتَّحدوا- تنفيذًا لأمر الله تعالى-: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا ﴾آل عمران: 103، ﴿ وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ الأنفال: 46، فالتنازع والتفرق والتشتت، وتنوع الاتجاهات، وتنوع الولاءات إن لم يسبب الهزيمة - لا سمح الله - فهو بلا ريب سبب فى تأخير النصر، خاصَّة أنَّ مكْر قوى الشر لن ينقطعَ الليل والنهار فى ضرْب مصر واقتصادها، وحتى لا يأتى اليومُ الذى يقال فيه: أُكِلتُ يوم أُكِلَ الثور الأبيض.
 
إن بلادنا ولله الحمد وهى تحظى بقيادة واعية، تحرص على الخير فتراها تستأصل شأفة الإرهاب بمقاومته فكريًّا، وأمنيًّا لمن حمل السلاح وروّع الآمنين. إن هذه القيادة الواعية بحاجة إلى الدعاء والمساندة، والتعاون معها فى حماية هذه البلاد من مزالق الفتن ودعاة التطرّف والإرهاب، ومن عبث العابثين، وذلك بتنمية حب الوطن وأهله فى نفوس شبابنا وبناتنا، لبذل الجهد من أجل إعلاء مكانة هذه البلاد الفتية التى تفتخر على جميع البلاد بمكانتها العظيمة، وحضارتها التليدة.  

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة