هنا، وفى نفس المساحة، حذرنا منذ أيام، فى مقال منشور، يوم الاثنين، 25 يونيه، تحت عنوان «ظهور ذباب إلكترونى» على السوشيال ميديا لتدمير مصر بأورام سرطانية!!»، وقلنا إن الفشل المستحكم لجماعة الإخوان وأتباعها من الحركات الفوضوية واتحاد ملاك يناير، طوال السنوات الماضية فى صناعة الأزمات فى الشارع المصرى، وكراهية المصريين المفرطة لهم، وفقدانهم القدرة الكاملة على التأثير فى حارة مزنوقة، فوجئنا بتغيير شامل فى سياسة هذه الجماعات والحركات، باستبعاد عناصر اللجان الإلكترونية القديمة، والاستعانة بعناصر جديدة، من «الذباب الإلكترونى» على السوشيال ميديا.
وأكدنا على أن مهام الذباب الإلكترونى، مدبرة بخبث شديد، من خلال اختيار عناصر هادئة، وعلى دراية كاملة بما يدور على الساحة، وتبدأ فى الترويج بأنها تقف فى ظهر الدولة، وتدعم كل المشروعات الوطنية فى كل المجالات السياسية والاقتصادية والرياضية والفنية والإعلامية، ثم يبدأون فى اصطياد خطأ لا يتجاوز حجمه جناح بعوضة، لتضخيمه وشن حملات الهجوم، والتشويه وقلب الحقائق!!
وبالفعل بدأت لجان «الذباب الإلكترونى» عملها بالتسفيه من المسلسلات التى أذيعت فى رمضان، والمتبنية تصحيح الصورة الذهنية عن عمل رجال القوات المسلحة البواسل، وضباط الشرطة، ومدى التضحيات التى يقدمونها للوطن، وشنوا حملات التشويه ضد الفنانين الذين لعبوا أدوار ضباط الشرطة والجيش، واقتربوا من حياتهم الخاصة، ووصفوهم بالمغرورين والمتفاخرين بأموالهم وسياراتهم، ولاقت هذه الحملات طريقها نحو الانتشار بشكل لافت، وتعاطى معها الأبرياء الأنقياء بحسن نية مفرطة!
ولفت النظر بشدة إلى أن حملات التشويه، شاملة وساحقة، طالت كل شىء، حتى التبرع لمؤسسات علاجية تطارد الآلام من الأجساد مثل مستشفى 57357 أو 500 500 أو معهد مجدى يعقوب للقلب، أو مؤسسات خيرية تتعقب الفقر والعوز وتدعم الغلابة والمحتاجين، مثل جمعيتى الأورمان ومصر الخير، وغيرهما من المؤسسات التى تعد ظهير الدولة المصرية، وجناحها الثانى فى قضايا التنمية على كل شبر من ربوع مصر!!، كما تبنوا حملات تنال من المنتخب الوطنى المصرى، وتشوه الرموز، من شخصيات عامة وفنانين ورجال أعمال وإعلاميين توجهوا إلى روسيا لدعم وتشجيع المنتخب الوطنى لكرة القدم، على نفقة الدولة، وقلبوا الحقائق، وظهرت التناقضات، قبل البطولة فوجئنا بهذه اللجان تهاجم المدير الفنى للمنتخب هيكتور كوبر بضراوة، واتهمته بأنه مدرب ضعيف فنيًا، وأن اختياراته للاعبين تسودها العلاقات الشخصية، حيث استبعد لاعبين يستحقون عن جدارة الانضمام، وضم لاعبين لا يستحقون الانضمام، وبعد بدء البطولة، نقلت اللجان هجومها من خانة المدير الفنى واللاعبين إلى خانة الفنانين والإعلاميين والشخصيات العامة، وتناسوا أن هناك مشاهير من مختلف دول العالم سافروا لروسيا لمساندة ودعم منتخبات بلادهم.
واستمرت حملات «الذباب الإلكترونى» المعروفة بـ«اللجان الإلكترونية» فى ترويج الشائعات، والأكاذيب المشوهة لشرفاء هذا الوطن، وجرجرتهم إلى دوائر إعدام واغتيالات السمعة، وهى دوائر جهنمية، يجب التصدى لها، وعلى الحكومة والبرلمان سرعة إقرار تشريعات تضع حدًا للفوضى الخلاقة على مواقع التفسخ الاجتماعى «فيس بوك وتويتر وانستجرام».
لا يمكن أن نترك المجتمع المصرى فريسة للذباب الإلكترونى، المسخر من جماعات وتنظيمات إرهابية وحركات فوضوية وكيانات خارجية، تعبث بأمن وأمان واستقرار الوطن، وتثير نار الشك فيه، والتسخيف من كل القرارات التى تتخذها الحكومة، سواء كانت قرارات تخفيف الأعباء عن كاهل المواطن، أو غيرها، لا يهمها إذا كانت القرارات إيجابية أو سلبية، المهم إثارة البلبلة.
لا يوجد وطن فى الكون مهما كانت قوته، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وألمانيا واليابان وروسيا والصين، وغيرها من الدول الكبرى، تتحمل «خُمس» ما تتعرض له مصر على يد الذباب الإلكترونى على مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك وتويتر»، فكيف لدولة يعيش مجتمعها أسيرًا لشائعات وتشكيك واغتيال معنوى وتشويه الشرفاء كل لحظة وعليه أن يتقدم ويزدهر ويستقر؟ ولكم فى شائعات القبض على اللواء عادل لبيب، وزير التنمية المحلية، واللواء أبو بكر الجندى وزير التنمية المحلية السابق، أسوة سيئة!
تأثيرات الذباب الإلكترونى، تظهر فى عزوف الكثيرين من الكفاءات عن قبول مناصب وزارية ومحافظين، حتى لا يتعرضون لعملية اغتيال السمعة، وهذا ما لخصه أحد المرشحين من الشخصيات البارزة، لمنصب وزير فى حكومة المهندس شريف إسماعيل، السابقة، والذى يتمتع بمكانة علمية واجتماعية فى المجتمع المصرى، لخص المشهد كله عندما قال بالحرف الواحد لأسرته وأصدقائه المقربين: «من المجنون الذى يقبل أن يلقى بنفسه أمام قطار كهربائى فائق السرعة فتتقطع جثته وتتناثر أشلاؤه»، موضحًا أن العمل العام فى مصر حاليًا، تعذيب وتنكيل لكل من يتصدر له وكأن الجالسين من النخب والنشطاء والمتحكمين فى مفاتيح الكيبورد يعاقبون كل من يتولى موقع المسؤولية ليخدم وطنه، ويحاولون تطفيش الشرفاء والخبرات الكبيرة من قبول المناصب.
ومن جديد نحذر، الحكومة والبرلمان، من أن التباطؤ فى وضع التشريعات اللازمة للحد من كوارث الذباب الإلكترونى، ستكون عواقبه وخيمة، فهذه اللجان مهمتها وشغلتها الرئيسية الجلوس على مواقع التواصل الاجتماعى، واستخدامها كمنصات لإطلاق الصواريخ المسمومة والفتاكة لتدمير البلاد، من خلال تأجيج الأوضاع، وتشويه سمعة الشرفاء، وتطفيش المستثمرين، وما يستتبعه ذلك من خلو الساحة كاملة من الخبرات الكبيرة العلمية والعملية ذات السمعة الحسنة فى الداخل والخارج، وظهور بدلا منها عديمى الكفاءة العملية والعلمية، والبعيدين عن الكياسة السياسية، والذين تدور حولهم شبهات كبيرة، ويقبلون الترشح لحمل الحقائب الوزارية، والنتيجة كارثة فى مجمل الأداء العام.
اللهم بلغت اللهم فاشهد..!!