فى بريطانيا تخيم سحب البريكست، وتبدى قطاعات واسعة من المجتمع البريطانى وقطاع المال والأعمال قدرا من القلق خوفا من تأثيرات الخروج من الاتحاد الأوروبى على حجم العمالة الوافدة التى تمثل العمود الفقرى للأعمال فى البلد الذى يقوم على التجارة والسياحة والصناعة، فضلا عن الخدمات، وهى قطاعات تتطلب أعدادا من العاملين توفرها بنود حق التنقل والإقامة التى تنتهى بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، وتسعى ماى لطرح خطة للمحافظة على روابط اقتصادية وثيقة مع الاتحاد الأوروبى بعد بريكست، وقد أطاحت نتائج الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبى برئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرونو لأنها وضعت المزيد من التساؤلات حول مدى صحة قرار كاميرون بإجراء استفتاء كانت نتائجه متوقعة، واعتبر البريطانيون أن الاستفتاء كان مقدمة لتداعيات كان يمكن تجاوزها بقرار سياسى.
ويظل مصير رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى على المحك بينما تبدأ بريطانيا الانسحاب من الاتحاد الأوروبى، ومن المقرر أن تخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى فى 29 مارس 2019، وتسعى ماى لوضع اللمسات الأخيرة للانسحاب، خاصة وقد تلقت ضربات باستقالة وزيرى الخارجية بوريس جونسون بعد أقل من 24 ساعة على استقالة ديفيد ديفيس وزير البريكست، ونائبه ستيف بيكر الذى يحمل درجة وزير الأمر الذى يجعل مصير الحكومة غامضا.
وحسمت ماى قرارها بأن بلادها لن تجرى استفتاء على الاتفاق النهائى للخروج من الاتحاد الأوروبى، ولن تسعى لتأجيل الانسحاب، وبالرغم من توالى استقالات الوزراء من الحكومة ماتزال ماى تتمسك بمنصبها وتراهن على خطتها لحفظ الاقتصاد من تأثيرات مغادرة الاتحاد الأوروبى، وقالت ماى: إن الشعب البريطانى يريد من حكومته إنهاء مسألة الانسحاب لا التصويت مجددا على الاتفاق.
وقالت صحيفة «الجارديان»: إن استقالة وزير الخارجية بوريس جونسون جاءت رفضا لخطط ماى المتعلقة بالخروج الناعم، واعتبرت استقالة جونسون سيعمق الأزمة السياسية فى المملكة المتحدة ويزيد من فرص تعرض تيريزا ماى للتصويت بحجب الثقة، إذا ما كتب 48 نائبا خطابات لجراهام برادى رئيس لجنة 1922 التنفيذية التابعة لحزب المحافظين، لكن كثيرا من أنصار رئيسة الوزراء يعتقدون أنها ستفوز فى التصويت على حجب الثقة، إلا أنها ستواجه تحديا قاسيا إذا خسرت قيادة الحزب، حيث سيكون جونسون من المرشحين المحتملين للمنافسة معها.
بينما يكشف استطلاع جديد للرأى عن أن معظم البريطانيين فقدوا الثقة فى إدارة رئيسة الوزراء تريزا ماى لملف التفاوض على الخروج من الاتحاد الأوروبى «بريكست»، وجاء فى استطلاع سكاى نيوز أن نحو 64% من البريطانيين لا يثقون فى ماى فيما يتعلق بملف التفاوض على «بريكست» بينما يثق 22% فقط فى قدرتها على التوصل لأفضل صفقة ممكنة مع أوروبا، وبقدر ما يبدو الأمر صعبا لكن تظل إدارة الملفات فى سياقات البناء الديموقراطى، كافية لتقديم حلول والبقاء فى اطار المصالح العليا للمملكة.
وما تزال نتائج الاستفتاء والخطوات المقبلة لمغادرة الاتحاد الأوروبى، تحيط ببريطانيا ومستقبل حكومتها الحالية وحزب المحافظين أيضا.