أصدرت هيئة محلفين فى ولاية ميزورى الأمريكية حكما ضد شركة جونسون أند جونسون، بإلزامها بدفع تعويضات قدرها 4.69 مليار دولار إلى 22 سيدة أصبن بسرطان المبيض بعد استخدام منتجات للشركة أساسها مادة التلك ومن بينها بودرة الأطفال.
ومن ناحيتها أكدت الشركة أن منتجاتها مكونة من مادة التلك ولا تحتوى على مادة الاسبستوس أو الحرير الصخرى، ولذلك نستعرض فى السطور المقبلة، أهم المعلومات عن هذه المادة، وأضرارها على جسم الإنسان، وفقاً لما ذكره موقع "asbestos".
ما هو الأسبستوس؟
الأسبستوس هو مادة معدنية، تشبه الألياف، وتتميز ألياف الأسبستوس بأنها ناعمة ومرنة لكنها مقاومة للحرارة والكهرباء والتآكل الكيميائى، و الأسبستوس النقى هو عازل فعال، ويمكن أيضا أن يدخل فى صناعة القماش والورق والأسمنت والبلاستيك وغيرها من المواد.
وتوجد أنواع عديدة من الأسبستوس، وهى "الأسبستوس الأبيض" الشائع (الكريسوتيل) والأقل استخدامًا "الأسبستوس الأزرق" (الكروسيدوليت) و"الأسبستوس البنى" (الأموسيت).
ومن الناحية القانونية، تعترف الحكومة الأمريكية بـ6 أنواع من الأسبستوس والتى تندرج تحت فئتين عامتين، كما هو موضح فى قانون الاستجابة للطوارئ للأسبستوس (AHERA) لعام 1986.
وأنواع الأسبستوس الـ6 المعترف بها من قبل وكالة حماية البيئة الأمريكية، هى :
أسبستوس سربنتين: كريسوتيل.
أسبست أمفيبول: كروسيدوليت ، أموسيت ، أنثوفيلليت ، تريموليت ، أكتينوليت.
ومن الناحية العلمية توجد معادن أسبستية أخرى قد تكون بنفس خطورة الأنواع الستة المعترف بها قانونًيا، حيث فى عام 2008، تم إدخال تشريع فى الكونجرس كان من شأنه توسيع تعريف الأسبست ليشمل معادن أمفيبول أخرى مثل winchite وrichterite.
ومع ذلك، فشلت كل محاولات تنظيم الأسبستوس في الولايات المتحدة بسبب الضغوط من المصالح التجارية، فعلى الرغم من تقييد استخدام الأسبست، تبقى الولايات المتحدة واحدة من الدول المتقدمة الوحيدة فى العالم التى لم تحظر الأسبستوس.
وأشار التقرير إلى إن الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم الأسبستوس بنسبة 1 %، ومع ذلك مازالت العديد من المبانى والآلات القديمة فى الولايات المتحدة لا تزال تحتوى على منتجات الأسبستوس عالية النسبة التى تم تصنيعها قبل دخول الأنظمة الحديثة حيز التنفيذ، بالإضافة إلى ذلك يستخدم المصنعون فى الصين والهند بشكل روتينى الأسبست فى مصانعهم.
ولا يزال الأسبستوس يشكل تهديدًا لصحة الأشخاص في الولايات المتحدة وفى جميع أنحاء العالم.
لماذا الأسبستوس خطر على صحة الإنسان؟
أكدت التقرير أنه لا يمكن رؤية ألياف الأسبستوس المجهرية أو شم رائحتها أو تذوقها، ومن ناحية أخرى لا يسبب التعرض للأسبست ظهور أى أعراض مباشرة، لذلك من السهل على الإنسان استنشاق، أو بلع أى غبار الأسبستوس دون أن يدرك ذلك.
وبمجرد أن تصبح ألياف الأسبستوس فى جسم الإنسان، فإنها لا تذوب بسهولة، لذلك يواجه الجسم صعوبة فى طردها، وغالباً ما تستغرق الأمراض المرتبطة بالأسبستوس ما بين 20 إلى 50 عامًا فى ظهورها، مما يعنى أن معظم الحالات التي تم تشخيصها في الولايات المتحدة اليوم كانت ناتجة عن التعرض للأسبستوس الذى حدث قبل أن تدخل أنظمة السلامة الحديثة حيز التنفيذ.
الأمراض يسببها الاسبستوس :
يسبب تراكم ألياف الأسبست فى أنسجة الرئة وفى الغشاء المبطّن للرئتين الإصابة ببعض الأمراض مثل تليف الرئتين، الانسداد الرئوى المزمن، ما يجعل يؤدى إلى صعوبة التنفس على المرضى.
ويسبب الأسبستوس أيضا الإصابة بالأمراض الخبيثة مثل سرطان الرئة.
لماذا كان يستخدم الأسبستوس؟
استخدم المصريون القدماء مادة الأسبستوس فى صناعة الأقمشة المستخدمة فى تغطية جثث أثناء التحنيط، وكان الرومان القدماء يصنعون الأطباق والمناديل من الأسبستوس والمناديل للطبقات الأستقراطية.
دعاوى قضائية ضد الأسبستوس
فاز أول دعوى قضائية ناجحة للأسبستوس فى عام 1973، ومنذ ذلك الحين ، سعى مئات الآلاف من المطالبين للحصول على تعويض عن الإصابات الشخصية والوفاة عن إهمال صناعة الأسبستوس.
وقدمت أكثر من 100 شركة طلبات للإفلاس بسبب دعاوى الأسبستوس، وما زال التقاضي بشأن الأسبستوس يعد أطول ضرر جماعى فى تاريخ الولايات المتحدة.