"مهنة طالع النخل" من المهن الموسمية، التى يعمل بها عدد قليل من محبى المهنة بسبب خطورتها، فضلا عن كونها مهنة غير مربحة لصاحبها، فهى مهنة موسمية يتم العمل بها مرتين فقط فى السنة وهما موسم تقليم جريد النخل، وجنى الثمار.
مع بداية موسم زراعة البلح بمدينة القرين بمحافظة الشرقية، يبدأ "حمدى الشحات 40 سنة فى تجهيز أدواته الصغيرة من حبال وبلطة، للقيام بعمله "طالع نخل" حيث يتسلق النخل التى تصل ارتفاعها أحيانا إلى 13 مترا.
روى "حمدى" قصته مع طلوع النخل، عندما كان طفل عمره 10 سنوات، طالبه والده بأن يترك دراسته فى المدرسة، ويتفرغ للعمل معه لكى يتعلم صنعة يأكل منها عيش، كما سمع من والده، وبدأ يدربه على طلوع النخلة الصغيرة ثم المتوسطة، تدريجا إلى أن أصبح "طالع نخل" وعمره 12 سنة.
يتابع "حمدى" أنه ليس لديه دخل ثابت وكل مصدر دخله قائم على طلوع النخل، وخاصة أنه متزوج ولديه 4 أطفال، ينفق عليهم من عمله فى تقليم النخل، قائلا: المهنة دى اللى يعمل بها يكون أرزقى يوم فيه و5 لا، ولكن من يعمل بها يكون مخلص ومحب لها.
وتبدأ رحلة "حمدى" من طلوع النخل بداية بتسلق النخلة ببطء لاحتمال صلابة جريد النخيل، وعند وصول قمة النخلة يتم تقليم النخل، حتى لا يفسد البلح.
ويقول "حمدى" إن مهنة طالع النخل من المهن الخطرة، التى قد يفقد صاحبها حياته فى حالة عدم حذره أثناء تقليم النخل، حيث قد يتعرض إلى انحلال عقدة الحبل الذى يتسلق به النخل فجأة أثناء صعوده، أو قد يعرض حياته للخطر دون قصد بإصابته يده بالبلطة أثناء تصويبه نحو النخل.
وأشار"حمدى" إلى أن صديق له عمره 25 سنة، تعرض للإصابة بشلل نصفى أثر سقوطه من أعلى النخلة، أثناء تقليمه النخل، ومكث فى المنزل مريضا لأن المهنة ليس لها تأمين، ومن يعمل بها عليه أن يتحملها بحلوها ومرها، فمهنة طالع النخل تحتاج إلى صبر ومهارة.
ويضيف "حمدى" أن مدة تسلقه النخلة وتقليمه للجريد تقدر بحوالى نصف ساعة للنخلة الواحدة، وأن أكثر فترة يتطلب فيها العمل فى الصيف حيث جنى ثمار البلح بمدينة القرين، وخاصة أن القرين مشهورة بالنخيل ويطلق عليها "بلد المليون نخلة" فلا يوجد منزل بدون نخلة أمامه، وكثيرا ما يترك أهالى القرين النخل داخل منازلهم دون اهتمامهم بالشكل الجمالى للمسكن فحبهم للنخيل فاق كل شىء.