خلى بالك، لقد بدأوا فى تغيير قواعد اللعبة لأن حوائط الصد الممثلة فى مؤسسات الدولة المصرية كانت أكثر صلابة مما تصوروا وتحطمت الدفعة الأولى من ألاعيبهم أمام أسوارها.
خابت سياراتهم المفخخة، وقنابلهم المزروعة بين الأشجار وهجماتهم الغادرة على كمائن الجيش والشرطة، وفشلت فيديوهاتهم الداعشية فى تسكين الرعب بنفوس أهل مصر الذين ردوها إلى صدورهم بالسخرية من صليل الصوارم، وطاشت فيديوهاتهم المفبركة عن الجيش ولم تحدث التأثير المطلوب، وضعفت فضائياتهم الممولة فى تركيا وقطر ولندن عن تحقيق أهدافها فى تشويه صورة مصر وإرباك الدولة وخطواتها، وضاع مسعاهم بين الدول والمنظمات المختلفة لحصار مصر وتهديدها.
خلت جعبة الإخوان ومن يمولهم ويدعمهم بالمال أو بالكلمة ولم يتبق فيها سوى أشد الأساليب خسة ونذالة، الكذب والشائعات والتخويف الهادف لنشر الإحباط فى نفوس المصريين، هم يكرهون هذا الوطن لدرجة تسول لهم تمنى أن يخلف كل حادث عشرات الضحايا كى يتاجروا بهم عبر الشاشات ومنصات السوشيال ميديا، ويضربوا أهل مصر فى روحهم، وروح المواطن المصرية تتغذى على الأمل الدائم فى غد أفضل، وأصحاب الغاية فى تدمير مصر أدركوا أن نزع الأمل من نفوس المصريين أخطر على مصر من ميليشيات الإخوان المسلحة، ومن خطط الجماعة لضرب الاقتصاد، ومن فيديوهات داعش الناشرة للرعب فى النفوس.
هم يطاردون المصريين بين الحين والآخر بأكاذيب وشائعات للتغطية على أى نجاح يذكر ونزع الأمل بخصوص أى خطوة تتقدمها مصر إلى الأمام، لذا لم يكن غريبا أن تكون حفلة الأيام الماضية برعاية إخوانية ودعم نشطاء ومجاذيب السوشيال ميديا بهدف نشر الإحباط وإرباك المواطن ومؤسسات الدولة المختلفة.
ليست صدفة أن يبذلوا كل هذا الجهد قبل أى تحقيق وبدون أى معلومة لتخويف المصريين من عصابات خطف الأطفال والاتجار فى أعضائهم، والهرولة فى نشر هذا المحتوى الخاص بجريمة أطفال المريوطية قبل التحقق من طبيعة الحادث، التى كشفت التحريات فيما بعد كذب ادعاءات الإخوان بعد 3 أيام من نشر الرعب المتواصل فى نفوس الأسر المصرية، وخابت كذبتهم حينما نجحت الشرطة المصرية فى كشف غموض الحادث والقبض على المتهمين الذين اعترفوا بأن الأطفال ماتوا اختناقا فى الحريق وتخلصت الأم من الجثث خوفا من المساءلة.
وليس صدفة أن تنتشر الكثير من الشائعات والأكاذيب حول براءة مدير مصلحة الجمارك من الرشوة، وإيهام الناس بأنه صالح وبرىء ولم يتقاضَ الرشوة، لأن الهدف من وراء نشر أكذوبة البراءة فى مواقع وصفحات وفضائيات الإخوان والنشطاء لم يكن تبرئة الرجل بقدر ما كان جزءا من مخطط ضرب مصداقية الرقابة الإدارية التى يلتف حولها أهل مصر بثقة وأمل فى كونها السلاح الأول فى تنظيف مصر من سرطان الفساد الذى التهم خيراتها على مدار السنوات الماضية.
وفى نفس المسار لم يكن على سبيل الصدفة أن تظهر شائعة سرقة أموال العملاء فى واحد من أكبر البنوك المصرية لضرب الاقتصاد وترويع العاملين فى سوق المال والأعمال، وليست صدفة نشر شائعات الأرز البلاستيك لتخويف الناس مما هو قادم، حرب المعلومات المغلوطة والشائعات الناشرة المغذية للإحباط هى الأخطر لأن هدفها جموع المواطنين، بخلاف حرب الإرهاب التى نخوضها مطمئنين بوجود درع دفاع قوى ممثل فى الجيش المصرى وأجهزة الدولة الأمنية والمخابراتية، حرب الشائعات أكثر خطورة وقسوة لأن المواطن المصرى يخوضها بدون غطاء جوى، دون إعلام صاحب وعى قادر على الشرح والتحليل ودون صناع إعلام يدركون أن المحتوى الإعلامى الجاد قادر على المنافسة وجدير بالاستثمار فيه بدلا من الاستسهال واللجوء إلى المحتوى الترفيهى سريع السلق سريع الربح، ولكنه خالٍ من إحداث تأثير لصالح الوطن والمواطن.
تحميل الدولة وحدها عبء حرب الوعى دون وجود دعم حقيقى من النخبة المثقفة والفنية والسياسية، ظلم كبير لمؤسسات تسارع الزمن والمؤامرات لصد ضربات الإرهاب والضربات الاقتصادية فى الداخل والخارج وتنشغل بإعادة ترتيب أوضاع مصر فى منطقة مرتبكة وملتهبة، لذا حان الوقت أن يظهر دور النخبة المصرية بشتى فروعها فى تحمل مسؤوليتها بقوة والمساهمة فى رد العدوان الإخوانى الجديد لحماية المواطن المصرى من سهم قاتل ومؤامرة خطيرة تسعى لإحباطه وتخويفه، والشعب الخائف والمحبط ضعيف، وهم هناك فى غرف التخطيط والتآمر يدركون جيدا أن حالة التناغم والثقة بين مؤسسات الدولة والشعب اليقظ هى السر الرئيسى فى فشل عدوانهم ومخططاتهم ضد مصر خلال السنوات الماضية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة