«على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء».. بهذه الكلمات لخص الشاعر الكبير الراحل صلاح جاهين حكاية مصر التى تتنوع فى معالمها ما بين فرعونية ورومانية وقبطية وإسلامية وحديثة.
تناولت فى المقال السابق فكرة الدكتور جمال عبدالرحيم، أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية، وهمه الأكبر بتعريف الأجيال الجديدة بالتاريخ القديم لمحاولة فهم الحاضر والحصول على دفعه لبناء المستقبل، وهنا أتذكر مشهد حسن أرابيسك حينما كان يصرخ وتسبقه دموعه حزنا على مقتل «شقشق» صبى الورشة على يد الإرهابيين، ويتساءل: ما ذنبه؟.. هل كان كله ذنبه التزامه وحرصه على مساعدة والده العجوز من أجل تربية أشقائه الصغيرين؟
حسن أرابيسك ظل طوال أحداث المسلسل متمسكا بتعليم المهنة التى ورثها عن والده وأجداده إلى الأجيال الجديدة، حتى لا تندثر ويعلم الجميع تاريخ مصر القديم حتى ينقذ الأجيال الجديدة من الفكر الإرهابى، ونفس الشىء يفعله الدكتور جمال عبدالرحيم، فهو لا يكتفى فقط بدوره كعاشق لمهنته داخل حدود الجامعة، إلا أنه يقف مستمتعا بالشرح خلال جولاته الخارجية، وهو ما لمسته خلال ذهابى معه برفقة زوجتى وابنتى فى إحدى الجولات قبل 4 سنوات، ليس هذا فحسب بل إنه يشارك مع «جروب» دائم من مجموعة محبة للمناطق الأثرية من أبنائه القدامى الذين تتلمذوا على يده، فهو يحرص على التفتيش فى أعماق التاريخ معهم وكأن لسانه حال يقول: «إذا أردتم أن تهزموا التطرف والإرهابيين.. عليكم أن تعرفوا حضارة وفنون سبعة آلاف سنة، وتعلموا الأجيال الجديدة عشق الماضى حتى يروا نور المستقبل».. وللحديث بقية.