عندما فازت رواية "المريض الإنجليزى" للكاتب مايكل أونداتجى بجائزة مان بوكر الذهبية، قال خلال كلمته التى أعرب فيها عن تقديره لشعبية الرواية التى حظيت بها، أنه يعتقد أن لفوزه بالجائزة القائم على نتيجة تصويت الجمهور علاقة بما قدمه المخرج فى الفيلم المأخوذ عن الرواية نفسها، متسائلاً عما ستحظى به رواية "القمر النمر" الصادرة عام 1987 للكاتبة بينيلوب ليفلى، إذا ما تحولت إلى فيلم سينمائى.
القمر النمر.. رواية للكاتبة بينيلوب ليفلى صدرت لأول مرة عام 1987 وتدور أحداثها فى وقت ما قبل وأثناء وبعد الحرب العالمية الثانية. وفازت الرواية بجائزة مان بوكر عام 1987، وتبدأ أحداث الرواية خلال وجود امرأة على فراش الموت، وتقوم بكتابة سيرتها للعالم، وما شهدته من قصة حب، وسفاح محارم، والرغبة فى الاعتراف بها كسيدة مستقلة حرة التفكير فى ذلك الوقت.
وفى رواية "القمر النمر" نتعرف على كلوديا هامبتون، وهى امرأة إنجليزية تبلغ من العمر 76 عامًا ومؤرخة محترفة، وتعانى من مرضٍ قاس، وهى تقضى آخر لحظاتها المتبقية فى وعيها، تفكر فى كتابة تاريخ للعالم بحياتها كمخطط. أول ذكرياتها البدائية هى عن والدها الذى توفى فى الحرب العالمية الأولى، وفى صيف عام 1920، عندما كانت فى العاشرة من عمرها وتبحث مع شقيقها غوردون البالغ من العمر 11 عامًا بحثًا عن الآثار.
وفى بداية الحرب العالمية الثانية، تم إرسال جوردون، وهو رجل اقتصادى، إلى الهند، فى حين أن كلوديا تضع تترك دراساتها فى التاريخ لتصبح مراسلة حرب. مستقلة ومغامرة، تذهب إلى القاهرة وتلتقى "توم ساذرن"، قائد قسم الدبابات المدرعة الإنجليزية، وبعد انتهاء الحرب، تقرر كلوديا السفر إلى مصر لأن الصحراء تعيد لها ذكرياتها عن حبها، ومن هنا تكتب ذكرياتها.
ما قاله مايكل أونداتجى، دفع المحرر الصحفى Sam Jordison للبحث عن إجابة هذا السؤال: لماذا لم يظهر فيلم القمر النمر حتى يومنا؟. خاصة أن الرواية مليئة بالمشاهد المدهشة والمثيرة، فى الصحراء.
خلال عملية بحثه عن إجابة هذا السؤال، وجد Sam Jordison حديثا للكاتبة بينيلوب ليفلى، خلال استضافتها فى نادى الكتاب العالمى، فى عام 2001، تحدثت فيه عن روايتها التى هزمت هارولد بينتر فى كتابة السيناريو، رغم محاولاته العديدة.
تقول بينيلوب ليفلى: سأل أحدهم الكاتب البريطانى المعروف هارولد بينتر (10 أكتوبر 1930 - 24 ديسمبر 2008) إذا كان مهتمًا بكتابة سيناريو لرواية "القمر النمر" وأتذكر أننى وجدت إجابته مثيرة للغاية. قال إنه يحب هذه الرواية، وقد استمتع بها، لكن ذلك سيكون صعباً بشكل لا يصدق بسبب ما يسميه كتاب السيناريو بـ"إضفاء الصوت الداخلى": الطريقة التى تفكر بها "كلوديا"، الشخصية المحورية فى الرواية، كيف سيتم تنفيذها على الشاشة؟ إنه أمر صعب للغاية... أرى تمامًا وجهة نظره. وقال هارولد بينتر إنه فكر فى الأمر كثيرًا جدًا، ولم يتمكن من رؤية كيف يمكنه استيعابه والحفاظ على هذا الجانب منه، والذى شعر أنه جزء لا يتجزأ تمامًا من الرواية.
كما قال هارولد بينتر إن الفيلم بدون الصوت الداخلى لكلوديا لن يكون انعكاسا حقيقيا لرواية النمر القمر. لا يمكن إعادة خلق حضورها الرائع والمعقد والمحبط، دون هذا الصوت الداخلى، هذا الصوت المسيطر وهو شيء غريب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة