أصدر الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، برئاسة أمينه العام الشاعر والكاتب الصحفى الإماراتى الكبير حبيب الصايغ، بيانًا شديد اللهجة، معبرًا عن موقف اتحادات الكتاب العربية الأعضاء فى الاتحاد العام، يستنكر تصديق الكنيست الإسرائيلى على "قانون القومية"، الذى يحصر الدولة فى "الشعب اليهودى" فقط، وهو ما يعنى عدم الاعتراف بحقوق العرب الفلسطينيين داخل الأرض المحتلة عام 1948، ويصل عددهم إلى حوالى مليونى مواطن، هم أصحاب الأرض والسيادة، بينما ليست دولة الاحتلال سوى مجموعة من المهاجرين من دول وعرقيات مختلفة، استولوا على فلسطين وما ومن عليها، مستخدمين القوة العسكرية المدعومة من القوى الدولية المهيمنة قديمًا وحديثًا.
وشدد الأمين العام للاتحاد العام على أن هذا القانون عنصرى بامتياز، إذ يحول المواطنين أصحاب الحق إلى رعايا من الدرجة الثانية، وينزع عنهم كل حقوق المواطنة التى تقرها القوانين والمعاهدات والاتفاقيات الدولية جميعًا، إضافة إلى إعطاء شرعية للاستيطان والعمل على تنميته، وهو ما يكشف بما لا يدع مجالاً لشك عنصرية الاحتلال، ويهدم كل مزاعمه حول الديمقراطية والتحضر والتعايش السلمى، فبالتصديق على هذا القانون كشف عن وجهه العنصرى القبيح.
وقال الصايغ: إن هذا القانون العنصرى ما كان له أن يصدر لولا توفر الأجواء الدولية التى تساند العنصريين والانعزاليين حول العالم، والتى تخلقها وتشجع عليها الإدارة الأمريكية العنصرية بقيادة الرئيس الأمريكى دونالد ترمب، الذى اتخذ قرارًا، تجنبه كل الرؤساء الأمريكيين السابقين منذ مائة عام، بنقل السفارة الأمريكية لدى الاحتلال إلى القدس، والاعتراف بها عاصمة أبدية له.
وأضاف الصايغ: إننا فى الوطن العربى لسنا متفاجئين بهذا القانون، لأننا أكثر من يعرف عنصرية المحتل، واستخدامه أقذر الوسائل التى تمكنه من السيطرة الكاملة على فلسطين وطرد العرب منها، كما نعرف أن المفاوضات والمؤتمرات الدولية لم يثبت سوى أنها وسائل فى الطريق إلى هضم الأرض وتشريد الشعب، كما أنه ليس مفاجئًا لنا مساندة القوى الدولية لهذه العربدة القميئة، لأن الديمقراطية وحقوق الإنسان ليست سوى شعارات ترددها تلك القوى، وبالكاد تطبقها فى بلدانها، بينما تمارس على الدول الأضعف ضغوطًا لا إنسانية، بهدف استنزاف خيراتها ونهب ثرواتها.
وأكد الأمين العام على أن القوة تميل إلى قوات الاحتلال فى المرحلة التاريخية التى نعيشها، لأسباب كثيرة، لكن هذا لا يصادر على المستقبل، فالحق سيعود إلى أصحابه العرب الفلسطينيين مهما طال الزمن، وما دام الشعب الفلسطينى صامدًا، يمارس المقاومة بكل أنواعها حسب ما يقره القانون الدولى وقرارات الأمم المتحدة، وليس بعيدًا عن الأذهان زوال الاستعمار المشابه فى جنوب أفريقيا بعد سنوات طويلة من المعاناة والقهر، عومل خلالها أصحاب الأرض كمواطنين من الدرجة الثانية، لكن هذا كله لم يجعل المحتل أصيلاً ولم يهمش أصحاب الحق.
يذكر أن الكنيست الإسرائيلى أقر القانون اليوم الخميس 19/ 7/ 2018، بالقراءة الثالثة والأخيرة بأغلبية 62 نائبًا، مقابل معارضة 55 وامتناع اثنين، تكريسًا للعنصرية فى زمن باتت فيه جزءًا من الماضى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة