رغم عدم قدرة الكثير من السيدات على الضرب والعنف، إلا أن لديهن سلاح يصعب على الرجال مقاومته، ألا وهو الردح، فإذا وقفت سيدة غاضبة أمام مجموعة من الرجال وانهالت عليهم بوصلة من وصلات الردح لم يستطع الرجل الرد عليها أو استكمال الشجار، وهناك العديد من كلمات الردح الشهيرة التى طالما ظهرت فى المشاجرات النسوية خاصة فى المناطق الشعبية ولم يعلم الكثيرون معناها الحقيقى أو تاريخ هذه الكلمات.
يا دلعدى
كلمة شهيرة تتخلل وصلات الردح وتفسر بأنها "يا ألد العدى" بمعنى يا أشد عدو، وتفسيرها الثانى مشتق من "يا دا العدى" بمعنى يا هذا العدو وهو الشخص الذى تتشاجر معه وتناديه بالعدو.
شوباش
كلمة بارزة فى قاموس الردح ولكنها غريبة على المصطلحات المستخدمة فى مجتمعنا وذلك لأنه طبقا للقصص التراثية فكان هناك تمثال صغير يضعه الفراعنة فى القبور مع الأموات ويسمى "الأوشابتى"، ويعود سبب وضعهم التمثال مع الأموات فى القبور إلى اعتقادهم بأن هذا التمثال يردد الأدعية للمتوفين، وتحرف اسم التمثال ليصير "شوباش" وأصبح الناس تستخدمه فى وصلات الردح.
أحمد يا عمر
من الكلمات التى تتردد كثيرا فى وصلات الردح "أحمد ياعمر" ليتساءل الجميع عن أحمد وعمر، وتعود قصته إلى شاب وسيم كان يعيش فى حارة بأحد الأحياء الشعبية بمفرده استطاع أن يتقرب إلى الفتيات والسيدات من أهالى الحارة واتخذنه صديقا لهن، ليقصصن عليه الأسرار التى لا يستطعن إفشاؤها لأحد، ليصبح ملما بكافة حكايات الفتيات والسيدات الخاصة جدا وفضائح البعض، وبعدما علم أهالى الحارة علاقته الوطيدة بالفتيات طردوه من الحارة وأصبح اسمه يجلجل وصلات الردح، فإذا قالت السيدة أثناء الردح "أحمد يا عمر" تعنى بذلك تذكيرها بالفضائح التى يعلمها عنها أحمد عمر، وتوارثت هذه الكلمة بين الأجيال حتى بعد عشرات السنوات من انتهاء قصة الشاب وفتيات الحارة ليكون علامة مسجلة لتهديد الفتاة بفضائحها.
افرش الملاية
الملاءة اللف السوداء كانت الزى الرسمى للسيدات فى مصر قديما وخاصة أهالى الاسكندرية، وكانت تستخدمها السيدة فى المشاجرات بأن تلفها حول وسطها وتشير بطرفيها هنا وهناك بأيديها وإذا اتسعت المشاجرة تفرشها على الأرض كالسجاد وتجلس عليها، لتشير للكافة أنها تفرغت للمشاجرة ولم يعد لديها شىء سوى إهانة عدوها، واشتهرت هذه الحركة لتصبح تهديدا أيضا فإذا قالت السيدة أثناء المشاجرة "هافرشلك الملاية" فبهذه الجملة تهدد عدوها بأنه إذا تمادى فى الأمر ستتفرغ لوصلة ردح كفيلة بإهانته أمام الكافة.
وقد تمكنت العديد من الفنانات من تقديم وصلات الردح فى كثير من الأفلام ليظهر السلاح الحقيقى للمرأة المصرية فى المناطق الشعبية البسيطة والمتمثل فى لسانها الذى يقذف كلمات ترعب مستمعيها على هيئة ردح.
وقد تمكنت العديد من الفنانات من تقديم وصلات الردح فى كثير من الأفلام ليظهر السلاح الحقيقى للمرأة المصرية فى المناطق الشعبية البسيطة والمتمثل فى لسانها.