فى تسعينيات القرن الماضى، عندما كنا نشاهد مسلسل "البخيل وأنا"، كنا نحفظ إيفهات "لطفى" الذى كان يجسده الفنان وائل نور، و"عطا" الذى يعتبر نقطة انطلاق لفنان الكوميديا محمد هنيدى، بينما نظل نتأمل فى أداء الفنان الكبير فريد شوقى الذى قدم واحدا من أشهر أدواره مقدما صورة خاصة لـ "البخيل" متميزة فى الدراما المصرية وربما فى الدراما العالمية.
ويشهد المسلسل أحداثا درامية وكوميدية حول شخصية عوض "فريد شوقى" والذى كان يعمل "كومسيونجى" أو تاجر شنطة، ويعرض منتجاته على الموظفين بالمصالح الحكومية، والذى يكنز المال فى غرفة خاصة بشقته دون علم أسرته، والتى كان يحرمهم من أبسط حقوقهم كى يعشوا حياة كريمة، لكن عوض فى كل ذلك لم يحسب حساب الموت.
قصة البخيل وأنا تحمل الكثير من المعانى والرسائل، المقدمة بفنية عالية، وذلك ما تراه عند متابعتك لأحداث المسلسل الذى لا تمل منه مهما تم عرضه، حيث إنك تشعر فى كل مرة كأنك تراه للمرة الأولى، وتنجذب بكل حواسك لمتابعته وتتشوق لمعرفة ما الذى سيحدث فى الحلقة الأخيرة.
ويستمر عوض فى بخله، ولا يستمع إلى نصائح شقيقه التوأم "عبد الرحمن" وهى الشخصية التى يجسدها أيضا الفنان الراحل فريد شوقى، وطبعا شقيقه على النقيض تمامًا لشخصية عوض، لذا لم يكن أمام أبنائه إلا مواجهة الحياة القاسية كى يهربوا من حرمان أبيهم وبخله، فتتزوج "فردوس" حنان شوقى" من رجل فى سن أبيها لمجرد أنه غنى وتفشل فى حياتها الزوجية وتنتهى بالطلاق، ويلجأ ابنه الأصغر "لطفى" لخدمة أصدقائه مقابل قروش قليلة، بينما يكرس الابن الأكبر "جلال" كل طاقته كى يصبح وكيل نيابة، وبالفعل نجح فى تحقيق حلمه، لكن نتيجة قسوة أبيه يقوم ببيع البيت الذى كانوا ييسكنونه مقابل المال.
وهكذا تتوالى الأحداث والصراعات حول بيع البيت دون علم الأب الذى يعلم الحقيقة فى الحلقة الأخيرة، ويطلب الدخول إلى غرفته المعبأة بالمال، ليموت على فراش المال، وتنتهى مأساة أولاده الذين تركوا عزاء والدهم ليكونوا فى رحاب التركة، وتتلخص أحداث المسلسل فى رسالة مهمة هى "مال الكنزى للنزهى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة