انتهى سباق الثانوية العامة، بالنسبة لوزارة التعليم، وصار عليها أن تستعد للعام الجديد، وهى مطالبة بشكل كامل بأن تقدم بجانب المواد الدراسية صورة إيجابية لتلاميذها، وبالبطبع لن تجد أفضل من محمد صلاح.
ومؤخراً نشر محمد صلاح صورة له وهو يقرأ كتاب فن اللامبالاة للكاتب مارك مانسون، ومن بعدها أكاد أجزم بأن الكتاب تضاعفت مبيعاته، ويكفى أن تمر فى شوارع القاهرة كى تشاهد الكتاب معروضاً عند باعة الكتب بصورة ملفتة.
ومن قبل نشر محمد صلاح على موقعه بإنستجرام صورة لغلاف كتاب، لن أبالغ لو قلت إنه أهم الكتب عن مصر، وهو «فجر الضمير» لـ«جيمس هنرى برستد»، هذا الكتاب ملأ الدنيا وأنصف حضارة من أقدم وأقوى وأجمل الحضارات فى العالم، وأصبح الناس كلما جاءت سيرة برستد يقولون «رجل عظيم كشف عن ماضى أمة عظيمة».
هذا الكتاب الذى شاهد الآلاف غلافه عندما نشره محمد صلاح، ترجمه العالم الكبير سليم حسن، الذى قال فى مقدمته، «ولست مبالغا إذا قررت هنا إن خير كتاب أخرج للناس فى هذا العصر من ذلك الطراز هو كتاب «فجر الضمير»، الذى وضعه الأستاذ «برستد» عام 1934، وهو فى الواقع مؤلف يدلل على أن مصر أصل حضارة العالم ومهدها الأول، بل فى مصر شعر الإنسان لأول مرة بنداء الضمير، وأخذ الأستاذ «برستد» يعالج تطور هذا الموضوع منذ أقدم العهود الإنسانية، إلى أن انطفأ قبس الحضارة فى مصر تقريبا عام 525 قبل الميلاد».
يقول الدكتور سليم حسن، «إن برستد فى سبيل دراسة الحضارة المصرية أنفق ما يزيد عن «ألف ألف جنيه»، أى أن هذا البحث الذى أنصف تاريخنا المهم تكلف مليون جنيه، وعلينا أن نتخيل ذلك الرقم فى بدايات القرن العشرين، أنفق «برستد» هذا المال بحثاً عن الحقيقة حتى وصل إليها واختصرها فى جملة «أن مصر هى البيئة الأولى التى نمت فيها الأخلاق».
هذا الكتاب لمن لم يقرأه قال للعالم كله إن المصريين امتلكوا ضميرا أخلاقيا وإنسانيا، وإن أجدادهم كانوا يعلون من قيمة الإنسان ومن احترامه ومن قلبه، وإن حضارتهم لم تكن دما يسيل فى الأرض بل كانت بناءً وخيراً وقيماً لصلاح الإنسان ولمستقبله.
وللأسف هذا الكتاب المهم لا يعرف شبابنا عنه الكثير ومعظمهم لم يقرأه، وربما عندما شاهدوا غلافه على صفحة محمد صلاح لم يعرفوا أصله ولا فصله ولا أهميته، وهذا ليس خطأهم، بل خطأ المنظومة التعليمية التى لم تنتبه يوماً لكتاب مهم مثل هذا، ولم تقم حتى بفكرة تبسيطه، لذا أتمنى أن تلتقط وزارة التربية والتعليم الإشارة التى أرسلها محمد صلاح، وتقرر هذا الكتاب فى المناهج التعليمية.. أتمنى أكثر أن تقرر الوزارة شخصية محمد صلاح نفسها فى مناهج التعليم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة