قرأت مؤخرا كتابا مهما، لـ ألان م. ويبر، اسمه «52 قاعدة للنجاح دون أن تخسر نفسك» ترجمة عصام داود خورى، والكتاب يحتوى عددا من القواعد الجديدة التى يحتاجها الإنسان للتعامل مع المستجدات الحديثة فى العالم، فى البداية تعاملت مع الكتاب على أنه مجرد مادة خفيفة ومسلية يمكن تقديمها فى إطار ما يسمى بالتنمية البشرية، لكن اتضح لى غير ذلك.
يقول المؤلف فى مقدمة الكتاب: لقد دفعت العولمة والتكنولوجيا واقتصاد المعرفة دولا وصناعات وشركات إلى الأمام باتجاه مناطق جديدة ومجهولة المسالك، وها هى الأحداث الاقتصادية والسياسية والاجتماعية غير المسبوقة وغير المستقرة تنكشف أمامنا، مما يقتضى أن تتغير كل القواعد القديمة التى كانت تسيطر على الإنسان، وبالتالى يضع قواعد جديدة.
من الموضوعات المهمة التى طرحها الكتاب «أدّ عملك بكل جدية.. لكن لا تعامل ذاتك بالطريقة نفسها»، وفيه يتحدث ألان م. ويبر عن لقاء جمع بعض رجال الدين المهمين للحديث عن إمكانية التواصل بين الأفكار الدينية المختلفة، لكن الحديث تطرق إلى أمور أخرى لا تقل أهمية.
يقول المؤلف: «يأخذ كل شخص أعرفه عمله على محمل الجد، قد تكون عاملا فى مجال الأخشاب، أو طالب هندسة معمارية، أو أستاذا جامعيا يدرس الألمانية، وقد تكون من الذين يعملون ليصيروا أعظم المصممين، أو مهندس حدائق، أو متعهدا، أو سائق تاكسى، أو عاملا يقدم القهوة إلى الزبائن، الأشخاص الحقيقيون يؤدون دورهم بكل جدية، إن ما يفعلونه هو أمر مهم، إنه مهم بالنسبة إليهم لأنه يشكل جزءا كبيرا من شخصيتهم، وهو مهم بالنسبة إلى أصدقائهم وعائلاتهم الذين يعتمدون عليهم، وهو مهم أيضا بالنسبة إلى الزبائن والوكلاء والزملاء، لأننا نحن جميعا، بشكل ما، نوجد فى هذه الحال معا.
نرغب جميعا فى العمل مع أشخاص يؤدون عملهم بكل جدية، لكنهم لا يعاملون أنفسهم بالطريقة ذاتها، نرغب فى العمل مع من يملكون الوقت للضحك ولسرد القصص، ومع الذين يستمتعون بمزج الأفكار التى لا يمكن إلا لمجموعة تملك طاقة كبيرة أن تستخرجها. إننا نرغب فى العمل مع أناس واثقين بأنفسهم وبشخصياتهم، بحيث يكونون قادرين على الاستمتاع بالفكاهات التى تكون على حسابهم هم. هؤلاء الذين يجلبون الآخرين إلى داخل الدائرة لتصير أكبر وأكثر إشعاعا وأكثر خفة بقليل.
ويختتم ألان م. ويبر كتابه بالكلام بالقول: «إن العمل شاق والحياة قصيرة ألا يجب أن نفرح جميعنا لجدية عملنا ونضحك على السخافة التى تحيط بنا؟».