بعض مما أسموه عقدا بلا حل تم «فكها» الآن وعلى مدار الشهور الماضية، وكثير مما قالوا إنه وهم أصبح واقعا ينير الأرض، وأغلب ما وصفوه بأنه وعود وردية يمكنك أن تراه الآن حاملا للقب إنجاز، هذا ما سعى إليه الإخوان وخصوم الدولة خلال السنوات الماضية، تشكيك وإيهام بألا شىء سيحدث مما وعدت به القيادة السياسية، وهذا ما ترد به السلطة على فترات لا يمر الشهر دون أن تجد الرئيس من فوق منصة موجودة فى الصعيد أو وجه بحرى أو سيناء أو الصحراء الغربية معلنا عن افتتاح أو تدشين مشروع جديد يراه الناس واقعا أمامهم ليقهر به ملايين الإخوان التى أنفقت لإثبات أنه لا شىء سيتم إنجازه.
شككوا فى المليون وحدة سكنية، وإذا بالرئيس يفاجئهم كل فترة بصحبة وزير الإسكان وقيادات الدولة وهم يفتتحون مشروعات جديدة للإسكان الاجتماعى والمتوسط فى القاهرة والصعيد ودمياط والوادى الجديد وغيرها من المحافظات، ثم عادوا ونشروا الأرض شائعات عن فنكوش قناة السويس ومحور التنمية، فإذا بهم يسمعون ويشاهدون فى اليوم بعد الآخر عن إنشاءات وتطوير جديد فى محور قناة السويس، بنفس الطريقة التى فضحتهم وأخجلتهم وهم يشاهدون الرئيس فى الفرافرة يعلن تدشين مشروع المليون ونصف فدان من داخل أرض أثمر حصادها وكأنه يرد أكاذيب الإخوان والنشطاء فى نحرهم.
سخروا من المزارع السمكية، ومن مشروعات علاج فيروس سى، وصدمهم الواقع وكشف أكاذيبهم حينما بدأ إنتاج الأولى ينتشر فى الأسواق، وبدأ صدى نتائج الثانية يسمعه العالم، بل ويحول مصر إلى قبلة علاج من الفيروس الخطير.
بالأمس كان الرئيس يعلن فضيحة جديدة للإخوان والنشطاء وكل من شكك فى خطط الدولة لإنجاز مشروعات الطاقة الكهربائية بشكل لم تشهده مصر منذ عشرات السنوات، خرجوا فى فضائياتهم يكذبون أحلام مصر فى تطوير مجال إنتاج الطاقة الكهربائية وقالوا بأنه مستحيل، ليفاجئهم الرئيس كالعادة بإعلان امتلاك مصر لأكبر المحطات الكهربائية بتنفيذ شركة سيمنز العالمية فى العاصمة الإدرية والبرلس وبنى سويف بطاقة إجمالية 14400 ميجا وات، لتؤكد الدولة انتصارها وإنجازها فى ملف الطاقة الكهربائية التى بدأت العمل فيه منذ 4 سنوات لتنقل مصر من دولة تعانى نقصا فى الطاقة، ويهددها الظلام إلى أكثر الدول تطويرا وإنجازا فى هذا الملف.
لا أحتاج إلى تذكيرك بالمعاناة اليومية للمصريين بسبب الانقطاع الدائم للكهرباء قبل سنوات من الآن، ولا أحتاج إلى تذكيرك بما روجه الإخوان عن صعوبة إنجاز هذا الملف فى هذه الفترة القصيرة، لأن الواقع وما تشهده الأرض الآن من إنجاز حقيقيى كفيل بأن يفعل ذلك، ولكن أحتاج إلى تذكيرك بهذا الإصرار الرئاسى على المضى قدما فى استخدام قاموسه السياسى دون تراجع أو خوف، الرئيس فى بعض تصريحاته أمس يؤكد أن الدولة المصرية ذات وجه واحد قررت أن تعمل وتنجز لصالح الحاضر والمستقبل دون الالتفات إلى الشائعات ومحاولة تعطيلها، كما بات واضحا أن الرئيس لن يتراجع عن لغة خطابه التى يستمر فيها بالمصارحة حتى ولو كانت صادمة فيما يخص لغة الأرقام وما تحتاجه مصر لتطوير بنيتها الأساسية، ووضع حجر أساس المستقبل.
وعد الرئيس الشهير للمصريين بعدم اللجوء إلى المسكنات مستمر وهو وعد يؤكد أن السلطة فى مصر اختارت المستقبل وإعادة بناء الدولة متحملة كل شىء فى سبيل ذلك، دون اللجوء إلى أنصاف حلول أو مسكنات تجلب الرضا والشعبية كما كان يحدث فى عهود سابقة، الرئيس مجددا كرر وعده قائلا: «كان ممكن نكتفى بحل والمسكنات، ودا مهم أؤكده نحن لا نعمل أمور نص ونص، نص ونص مافيش.. هعمل إصلاح اقتصادى 100٪، عشان البلد دى تقوم مرة تانى ومحدش يقدر يوقعها.. إحنا بنعمل حاجتنا 100٪ وعلى أعلى مستوى».
لغة الأرقام والإحصائيات التى يتكلم بها الرئيس السيسى تؤكد أن ظنون الإخوان ومن معهم ومن ناصرهم لم تفلح وأموالهم التى تنفق لإحباط الشعب المصرى وتشكيكه فى قدرات مؤسسات الدولة ضاعت دون نتيجة، ثم تكرار الرئيس استخدام لفظة «نحن» للتأكيد على فكرة المشاركة التى اعتمدها منهجا فى مخاطبة الشعب المصرى، يفسد كل محاولات أهل الشائعات لإحداث شرخ فى العلاقة بين الرئيس والمواطنين، لأن من يشاهد وعدا ينفذ أمام عينه لا يمكن أن يشك أبدا فى قدرة صاحب الوعد على حفظ حاضر ومستقبل هذا الوطن.