تظل المسافة والتفاصيل بعيدتين جدًا بين عرض المحيط الأطلسى، حيث غرقت تيتانيك بمعظم حمولتها، وبين شاطئ النخيل بالإسكندرية حيث يغرق الناس ولا يبقى منهم سوى أجزاء يدفنها المنقذون فى الرمال خوفًا من الرائحة أو الفضيحة.
وإذا كان الإهمال والفساد هما سيد الموقف على اليابسة، فإن الغموض صفة لصيقة بالبحر رغم ازدحامه بالقواعد العسكرية ورسائل الانتحار، والغواصات، وخطوط التجارة وسفن الصيد ويخوت الأثرياء وقصص الحب الفاشلة، وأنابيب النفط، وكابلات الإنترنت، لهذا يأمل المخرج جيمس كاميرون فى كشف مزيد من الغموض عبر استخراج ما بقى من السفينة المنكوبة لينسج حولها ملحمة رومانسية أخرى مليئة بحكايات الأثرياء.
أما التعساء الذين يغرقون فى شاطئ النخيل فليس لديهم ما يستحق أن يُحكى، لذلك تفضل الجهات الرسمية أن تتركهم يسبحون فى الأمواج بعد التوقيع على إقرار رسمى بتحمل المسؤولية الكاملة فى حالة الغرق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة