قد يشعر القارئ المتابع لجائزة مان بوكر للرواية، وهو يطالع أسماء الكتاب أصحاب الروايات التى وصلت إلى القائمة الطويلة لعام 2018، والتى أعلنت يوم الثلاثاء الماضى، بأن الكاتب السيرلانكى مايكل أونداتجى لو كان ممن يجيدون اللغة العربية، ويستمعون لأغانى المهرجانات، سوف يردد فى قرارة نفسه كلمات مهرجان "الساحة دى بتاعتى" التى غناها الفنان محمد رمضان.
السبب فى ذلك، هو أنه فى عام 1992 فازت رواية "المريض الإنجليزى" الكاتب السيرلانكى مايكل أونداتجى بجائزة مان بوكر، وفى عام 2018 فازت نفس الرواية بالجائزة الذهبية التى أطلقتها جائزة مان بوكر لمرور 50 عاما على إطلاق الجائزة، وفتحت باب التصويت الإلكترونى لجمهور القراء لاختيار الرواية التى تستحق الفوز بالجائزة الذهبية.
وفى حفل الإعلان عن الرواية الفائزة بالجائزة الذهبية لـ مان بوكر، قال الكاتب السيرلانكى مايكل أونداتجى، أن فوزه بالجائزة عن نفس الرواية برأيه يرجع إلى المخرج السينمائى البريطانى أنتونى مينجيلا، الذى أبدع فى تحويل الرواية إلى فيلم سينمائى، وأنه أحد أهم الأسباب التى دفعت جمهور القراء إلى التصويت لصالح الرواية.
ومع إعلان جائزة مان بوكر للرواية، للقائمة الطويلة لعام 2018، وصلت رواية "وارليت" للكاتب مايكل أونداتجى، ومن اللافت للنظر، هو أنه إذا كان مايكل أونداتجى قد تناول فى رواية "المريض الإنجليزى" زمن الحرب العالمية الثانية، من خلال أحداث الرواية التى تدور فى صحراء مصر، بعدما سقطت طائرة "المريض الإنجليزى" فإن "أونداتجى" فى رواية "وارليت" لم يبتعد كثيرا عن المعاناة الإنسانية، وذلك بخوضه فى تفاصيل الحرب العالمية الثانية، ومعاناة العاصمة البريطانية، لندن، حيث يعود مايكل أونداتجى إلى لندن عام 1945، ليخوض فى الذاكرة الإنسانية منقبا عن الحياة المثيرة المليئة بالعنف والحب والمكائد والرغبة.
يعد الكاتب مايكل أونداتجى (12 سبتمبر 1943) أول كاتب يحصل على جائزة مان بوكر سواء فى كندا أو سيرلانكا، وعلى الرغم من أنه عرف فى عالم الأدب كروائى، إلا أنه كان يكتب الشعر قبل الرواية، إلى جانب كتابته لأدب السيرة الذاتية والسينما.