فرضت عليه طبيعة نشأته فى إحدى قرى محافظة الشرقية أن يستيقظ عند الصباح فيجد والدته كبقية النساء هناك تجهز لتحضير الخبز البلدى، فتعتمد عليه فى مساعدتها فى الأعمال المنزلية خاصة أنه أكبر إخوته.. "هيثم السيد"، الذى تربى على حكاوى وحواديت أمه ومع الوقت اكتشف أنها لا تمت للتراث الشعبى بصلة، وأن جميعها كانت من وحى تأليفها بالرغم من أنها لم تكمل تعليمها، وهو ما جعله يرتبط وجدانيًا بفكرة "الحكى والاستمتاع" حتى مرت السنوات وجسد حلم الطفولة على أرض الواقع تحت شعار مبادرة "عربية الحواديت".
هيثم السيد
شجعه عمله كمعلم للغة الإنجليزية على تجربته مع الثقافة بالحواديت والقراءة لتلاميذه، حيث كان يخصص أول 10 دقائق من كل حصة يدخلها بأن يروى على التلاميذ حدوتة من إحدى الروايات العالمية، فوصلت نسبة الحضور للاكتمال فى حصصه، وأصبح التوقف عن حكى القصص هو العقاب لمن يخرج عن آداب الحصة.
كانت تلك هى نقطة الإنطلاق التى شجعته يطلق مبادرة "عربية الحواديت"، " بدأت بكتب من مكتبتى الخاصة، وبعربيتى نزلت للشوارع فى القرية أحكى الحواديت للأطفال"، عبارة عبر بها "هيثم" عن المبادرة التى أطلقها فى رمضان عام 2015، وانطلقت بعد ذلك بسرعة القطار، "مع الوقت بقى يجيلى دعوات أزور محافظات أكتر وأعمل ورش للمبادرة"، فمع مرور الوقت كون هيثم بصحبة مجموعة كبيرة من الخريجين من تلاميذه فريق عمل متكامل على أعلى مستوى، يعتبرون عملهم فى المبادرة أهم شىء فى حياتهم بالرغم من امتلاك كل منهم لعمله الخاص.
المتطوعات فى الفريق
دينا القاضى
"ضحكة الأطفال وإحنا ماشيين من القرية كفيلة تخلينا نقضى عمرنا كله بنسعدهم".. كلمات قالها هيثم عن ردود الأفعال التى يستقبلها من الأطفال بعد زيارة المبادرة لإحدى القرى أو المحافظات، فبعد مرور 3 سنوات إطلاق المبادرة أصبح لهيثم بصحبة فريقه عدد من الإنجازات التى يعتبرونها أهم ما تمكنوا من إنجازه فى الحياة بشكل عام، فبتوزيع 46 ألف كتاب، وتنظيم 92 ورشة حكى، و82 ورشة رسم وتلوين، والتجول فى 11 محافظة مصرية يعتبر هيثم مبادرة عربية الحواديت جزء أصيل من وجدانه، وحلم الطفولة الذى تربى عليه، وأصبح يراه فى عين كل طفل يشارك فى المبادرة، ويشترك فى ورش الحكى التى ينظمها بصحبة فريقه.
هيثم السيد وأحد المتطوعات
جولات بالمبادرة خارج مصر، وحكايات أكثر يعرفها الأطفال تلك هى الخطوات المقبلة التى يحرص عليها فريق عربية الحواديت، وتحديات عديدة لا حدود لها يحرصون بها على زيادة جماهير المبادرة من الأطفال كل يوم.