فى كتاب القراءة المتأنية فى عصر السرعة لـ ديفيد ميكيس، والصادر عن دار العبيكان، ترجمة محيى الدين حمدى، محاولة لمواصلة القراءة فى الزمن السريع الذى صار يطاردنا طوال الوقت.
يقول المؤلف: "ينادى الناقد الإنجليزى الرومانسى وليم هازلت بالقراءة بمتعة، فالقراءة الجيدة تحتاج إلى شهية، والنصيحة الأساسية لكم دائمًا هى أن تكونوا شغوفين بالكلمة المكتوبة، والحفاظ على حس الدعابة لديكم، يجب ألَّا تكون القراءة عملًا شاقًا، ولا مجرد هروب أيضًا، ولكن صورة من صور الحياة تعاش بنغمة أعلى، وإذا ما نفذت بالطريقة المناسبة، فإنها تقدم لك مزيدًا من الحياة، ومزيدًا من الناس الذين لا يمكنك مقابلتهم فى الحياة الواقعية، وأن الطاقة غير المحدودة للكلمات، تمنحك الدهشة، وهى أغلى الهدايا على الإطلاق، وهى دائمًا مفتوحة لك، فى كل لحظة، فالكتب بانتظارك.
ويتابع المؤلف: "إن الغوص فى أغوار كتاب بحيث تستغرق فيه وتندمج وتهجر محيطك بسعادة، يتطلب بعض التحضيرات، فلكى تتمتع عليك معرفة ما تبحث عنه، وهدف القراءة المتأنية فى عصر السرعة هو الأخذ بيدك نحو تحقيق متعة أكبر فى القراءة من خلال بعض القواعد البسيطة، وبعض النقاشات الثرية للكتب المفضلة".
إن الكيفية التى تقرأ بها أكثر أهمية بكثير من الكم الذى تقرؤه؛ فالكتاب الجيد هو الشيء الوحيد الذى سيعلمك كيفية القراءة بانتباه كامل، والتركيز على المتعة والفائدة العقلية؛ لأن المقالات الصحفية والتغريدات والمدونات لن تريك ما تدور القراءة حوله؛ الكتاب وحده هو الذى يمكنه فعل ذلك.
إن القراءة بصورة أفضل تعنى القراءة بصورة أكثر تأنيًا، وثمة سبب وجيه للتأني؛ فكما أنه يوجد الطبخ المتأني، والتفكير المتأنى، فبالتأكيد توجد القراءة المتأنية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة